خطأ لغوي شائع يرتكب كثيراً في مدارسنا؟

يقع فيه المشرف والمدير والوكيل ونحوهم فهل يمكن تصحيحه؟!
صالح عبدالله، تركي سعد، سليمان محمد. فيقصد بالأول اسم الشخص وبالثاني اسم أبيه.

عدم كتابة لفظ (ابن) بين أعلام الذوات من الآدميين.
مع أن الشريعة الإسلامية أثبتت لفظ ابن في جر النسب لفظا ورقما.
قلت: والرد على من ارتضاها من ثلاثة وجوه:
الأول: اللغة لم يرد في لغة العرب إسقاطها البته ودونكم المعاجم والقواميس ولسان العرب.

 

الثاني: القرآن الكريم جاء بإثباتها والدليل الآتي:
1ــ قال الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87)) سورة البقرة.
2ــ قال الله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31)) سورة التوبة.
3ــ قال الله تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)) سورة التحريم.

 

الثالث: السنة جاء ت بإثباتها والدليل الآتي:
1ـ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ يَنْبَغِي لِعَبْدٍ أَنْ يَقُولَ أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى) أخرجه البخاري في: 60 كتاب الأنبياء: 35 باب قول الله تعالى (وإن يونس لمن المرسلين) اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان – (1 / 741)

 

2ـ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ، لأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ عَلَى سَبْعِينَ امْرَأَةً، تَحْمِلُ كُلُّ امْرَأَةٍ فَارِسًا يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ، إِنْ شَاءَ اللهُ، فَلَم يَقُلْ، وَلَمْ تَحْمِلْ شَيْئًا إِلاَّ وَاحِدًا سَاقِطًا إِحْدَى شِقَّيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ قَالَهَا لَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) أخرجه البخاري في: 60 كتاب الطلاق: 40 باب قول الله تعالى (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب) اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - (1 / 514)

 

الرابع: أهل العلم انكروها.
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ (ولا يعرف في صدر الإسلام، ولا في شيء من دواوين الإسلام، وكتب التراجم وسير الأعلام حذفها البتة، وإنما هذا من مولدات الأعاجم، ومن ورائهم الغرب الأثيم، وكانت جزيرة العرب من هذا في عافية حتى غشاها ما غشَّى من تلكم الأخلاط، وما جلبته معها من أنواع العجمة، والبدع، وضروب الردى، فكان من عبثهم في الأسماء إسقاط لفظة "ابن" وما كنت أظن أن هذا سيحل في الديار النجدية، فلله الأمر من قبل ومن بعد) بتصرف.

 

ودار حوار مع الشيخ بكر أبوزيد قال: (ومن لطيف ما يورد أنني لما بُليت بشيء من أمر القضاء في المدينة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام وذلك من عام 1388 هـ، حتى عام 1400 هـ ما كنت أرضى أن يدون في الضبوط ولا في السجلات أي علم إلا مثبتاً فيه لفظة ((ابن)) فواقفني واحد من الخصوم فقلت له: انسب لي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: هو محمد بن عبدالله. فقلت له: لماذا لم تقل محمد عبدالله؟ وهل سمعت في الدنيا من يقول ذلك؟ والسعادة لمن اقتدى به، وقفى أثره - صلى الله عليه وسلم -. فشكر لي ذلك) ينظر: معجم المناهي اللفظية ومعه فوائد في الألفاظ للشيخ بكر أبو زيد - (ص25).

 

قلت: وتشكر وزارة العدل على إلزام منسوبيها بكتابتها وتشكر وزارة الداخلية على إلزام الأحوال المدنية بكتابتها وياليت وزارة التربية والتعليم تلزم منسوبيها بذلك، فضلا أن يلتزم مشرفو التربية الإسلامية بذلك لأنهم القدوة.