أنزل الله سبحانه وتعالى كتابه القرآن الكريم ليكون منهاجا ونبراسا للعالمين , وأمرنا بتدبره والعمل به , وحثنا على حفظه وتلاوة آياته , وكم هي بحاجة تلك الأمة العظيمة إلى العودة لكتاب ربها والاستضاءة بنوره والسير في هدية , خصوصا في زمن يغترب فيه الدين وتنتفش فيه قوى الظلام ..
ومع إهلالة شهر رمضان المعظم يعود إلى الأذهان تساؤلات هامة حول مدى اهتمام أمتنا بالقرآن الكريم وإعطائه حقه من العمل والتطبيق ..
وقد التقى موقع المسلم بأحد الأساتذة الأعلام الذين جعلوا نصب أعينهم نشر كتاب الله , وتعليمه , والبحث بين معانيه , نسأل الله له دوام التوفيق والسداد , ذاك هو الأستاذ الدكتور: عبد الكريم صالح أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الأزهر الشريف , وكان معه هذا اللقاء..
أي فاتبع قراءته , وقال سبحانه مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم :" وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم " وعليه فالأسلوب التربوي الأمثل لتدريس القرآن وتعليمه كان و لا يزال هو التلقي من أفواه المشايخ المتقنين والعلماء .
ورحم الله عبد الله بن مسعود حين قال : كنا لا نتجاوز العشر حتى نعلم بما فيهن "
ج3- الحمد لله فإن كثيرا من بيوت المسلمين الآن فيها حفظ القرآن الكريم , وإن غاب عن بعض الأسر فهذا لعدم رغبتهم في تعليم أمور الدين نتيجة لتنشئة بعيدة عن دينهم , ولكن هذه الأمة لا تزال بخير ماحفظت كتاب ربها , وذلك مصداقا لقول نبيها صلى الله عليه وسلم :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا : كتاب الله وسنتي "
ج4 – في الحقيقة إن الأزهر هو منارة العلم ومنه قد تخرج العلماء العاملين والمصلحين , إلا أنه الآن يحتاج إلى وقفة مع القرآن الكريم على أنه الكتاب الخالد لا على أنه مادة رسوب أو نجاح , وأيضا ينظر لمدرس القرآن الكريم كما ينظر لمدرس مادة اللغة الأجنبية والمواد التجريبية , فهناك فارق شاسع بين كل منهما في التعامل والحقوق والواجبات ..
ج5- لاشك أن الرجولة والمروءة معلمان من المعالم الهامة في القرآن الكريم, ويكفي الرجولة فخرا أنها صفة من صفات الرسل وأنها تعني الصدق في العهد والثبات على العقيدة الصحيحة والشجاعة في قول الحق وغير ذلك مما سجله القرآن ومن أراد الزيادة فليرجع إلى كتابي " معالم الرجولة في القرآن الكريم " , وخير من يؤمر ويطلب منه تحقيق معاني المروءة والرجولة هم أهل القرآن وحفظته .
ج6 – القراءات القرآنية المتواترة جزء من كل من القرآن الكريم , وعليه فيجوز الصلاة بأي قراءات من القراءات أو بأي رواية من الروايات مادامت قد بلغت حد التواتر , ووافقت رسم المصحف , ووافقت وجها من وجوه العربية , وقد قال الله تعالى " فاقرؤا ما تيسر منه " , ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على حكيم بن هشام قراءته لسورة الفرقان عندما كان يصلي إماما وكان عمر مأموما , ولكن ياحبذا لو كان من خلف الإمام عندهم معرفة بالقراءات أو يخبرهم الإمام أنه سيصلي برواية فلان , لقلة هذا وعدم انتشاره بين أقطار المسلمين .
ج7- المنهج الأمثل للانتفاع بالقرآن الكريم هو رفع همة الطالب إلى حفظ القرآن وعدم التوقف عن حفظه ومراجعته , والتذكير بسير الحفاظ وتراجمهم من سلف الأمة , قال ابن الجوزي : دراسة سير الرجال وتراجمهم أحب إلى من كثير من الفقه, كذلك إعطاء الطالب مكافأة على إتمامه لحفظ أجزاء من القرآن الكريم , فإن حفظه يساعد على تذكر أوامر الله ونواهيه الواردة في كتابه , وخلاصة القول أن ينعكس نور القرآن على سلوك صاحبه فيخلص لله سبحانه في القول والعمل