سر الطريق
11 ربيع الأول 1430
د. خالد رُوشه

كثيرا ما يشكو سائر من فشل , ويتأفف من عقبات , ويرى وفاضه خاليا بعد عمر أمضاه , فيبحث بين جنباته عن سر للنجاح ربما خفي عليه , أو ربما غفل عنه ..

 

وسر نجاح المرء في منهجنا سر ذائع الصيت ! , كثير الانتشار , قد جمع وصف الأسرار من حيث كونه عزيزا نادرا في التطبيق , كما جمع وصف الاشتهار من حيث كونه مأمورا به مشارا إليه ممن علم الأشياء علومها ووهب الأحياء معنى الحياة

 

إن هذه السبيل قد عودت أهلها دوما أن تعطيهم البركة ما تعففوا , فإذا رنوا منها كسبا ذاتيا زادتهم نفورا وبانت عنهم إعراضا وتأبت عليهم بما يلا يظنون ..

 

ووعدتهم الرفعة ما تواضعوا للناس وخدموهم , فيذهب الفضل عنهم لحظة التكبر على المجتمع , ويدلي القبح عليهم ما صعروا خدودهم للراغبين في التلقي .

 

ومنحتهم الإقبال ممن حولهم ماداموا بسطاء غير متكلفين , فإذا ألصقوا أحاديثهم بالتعالم , وحرفوا شفاههم نحو التشدق , وهزوا رؤسهم فرحا بغريب الكلم , حذرتهم دعوتهم من بعد الناس عنهم وانفضاضهم من حولهم .

 

كما قد شرفتهم بطاعة الناس لهم إن هم أطاعوا الله بفعالهم , وسبقت أفعالهم أقوالهم , وكانوا نماذج علم وعمل , لكنها نبهتهم بسخط العالمين عليهم , إن هم قالوا ولم يفعلوا , ووعدوا ولم يفوا , ونصحوا ولم يمتثلوا .

 

إن قلوب الناس لاتخطىء , وعيونهم لاتجفل , وأحاسيسهم لا تنخدع , فالصادقون المخلصون تنثر بين أيديهم رياحين القبول , وتسبقهم نسمات العطر الروحي السابغ , فيم الآخرون ينشغلون بتجميل ذواتهم بألوان كاذبة , وأقنعة زائفة ما تلبث أن تزول أو تكشفها ساعات الزمان .