الدور الأمريكي في جرائم الحرب على غزة .. لا تنسوا!
14 محرم 1430
جمال عرفة




أرجوكم لا تنسوا .. لا تنسوا أن السلاح التقليدي والمحرم الذي يقتل به الصهاينة أطفالنا وأهلنا في غزة هو سلاح أمريكي.. ولا تنسوا أن هناك اتفاقيات امريكية صهيونية حربية تخزن بموجبها أمريكا كميات من السلاح الخطر في الدولة العبرية كي يكون لدى الصهاينة مخزون دائم لقتلنا !

لا تنسوا أيضا أن هناك اتفاقيات بين شركات السلاح الأمريكية والصهاينة لتجربة أسلحتهم في ساحة حقيقية هي غالبا ضد العرب والمسلمين.. ولا تنسوا أن القنابل المحرمة دوليا والتي سبق أن استخدمها الأمريكان ضد أهلنا في الفلوجة لإخضاعهم وفي أفغانستان هي هي التي أعطوها للصهاينة لضرب أهلنا في غزة.

ولا تنسوا أن جرائم الحرب الصهيونية نتيجة استخدام قنابل الفسفور الأبيض الحارق أو قنابل الأعماق الارتجاجية التي تؤدي لتفتت أعضاء الجسم الداخلية ، ولا قنابل اليورانيوم التي هي أشبه بسلاح نووي يبث إشعاعات مميتة مع الوقت .. كل هذه اعطاها الأمريكان للصهاينة وشجعوهم علي ضرب الأطفال في غزة بها !!.

لا تنسوا أن توثقوا كل هذه الجرائم وتضعوا اسم الولايات المتحدة بجوار الدولة الصهيونية في لوائح الاتهام وتقدموها لكل محاكم العالم وعلي راسها محكمة أوكامبو المسماه (الجنائية الدولية) والذي لم نسمع له حس ولا خبر في هذه المجزرة، فهذا أضعف الإيمان!

 

ونأتي للأدلة الدامغة :

 

(أولا) نبه خبراء في الشرق الأوسط إلي أن "إسرائيل" تختبر أسلحة أمريكية جديدة في الحروب، وحذرت مؤسسة "أمريكا الجديدة" بأن "إمدادات الأسلحة الأمريكية لإسرائيل قد شجعت إلي حد كبير التدخل الإسرائيلي في غزة".

 

وصرح معين رباني، المحرر ب "ميدل ايست ريبورت" في واشنطن، أن الطبيعة الوثيقة للعلاقات العسكرية الأمريكية الإسرائيلية ودأب إسرائيل علي إطلاق الحروب يعني أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تتولي أيضا مهمة اختبار أنظمة الأسلحة الجديدة في حروب حقيقية، لصالح الولايات المتحدة ولصالحها الخاص.

وقال لوكالة انتر بريس سيرفس "أن الطراز الأقل فعالية من نفس هذه الأسلحة يباع بأسعار مهولة إلي دول عربية تقوم في الواقع بتمويل صناعة الأسلحة الأمريكية والمنح العسكرية الأمريكية لإسرائيل"!!.

وشرح أن "إسرائيل" مسموح لها بالاشتراك في عدة برامج لتطوير الأسلحة "ما يعني أنها بالإضافة إلي إمدادات السلاح، تستفيد أيضا استفادة ضخمة من نقل التكنولوجيات العسكرية ، كما أن "إسرائيل" مسموح لها بالاطلاع علي برامج ومعلومات مخابراتية"، ضمن قائمة طويلة من المزايا التي تحصل عليها.

أيضا أكدت فريدا بيريغان من كبار خبراء المؤسسة، لـ "انتر بريس سيرفس" – وهي وكالة أنباء عالمية مستقلة مقرها روما - أن "إدارة الرئيس جورج بوش لم تريد ممارسة نفوذها العريض باعتبارها أكبر داعم سياسي وعسكري لإسرائيل، لإقناعها بالتخلي عن ادعاء الدفاع عن النفس برغم إرتكاب الصهاينة عقابا جماعيا وخرق لحقوق الإنسان وشن هجمات جماعية وغير متكافئة تصيب المدنيين وتقتلهم".

 

(ثانيا) : إدارة بوش وحدها زودت "إسرائيل" بمعونات "أمنية" تجاوزت قيمتها 21 مليار دولار في الثمان سنوات الأخيرة، تشمل 19 مليارا كمساعدات عسكرية ، كما تعاقدت الولايات المتحدة علي مبيعات أسلحة لـ"إسرائيل" قدرها 22 مليار دولار في عام 2008 وحده، بما يشمل صفقة مقترحة لتزويدها ب 75 مقاتلة "اف-35"، و 9 طائرات نقل عسكرية، و 4 قطع بحرية مقاتلة .

وقال تقرير لـ "مبادرة السلاح والأمن" التابعة لمؤسسة "أمريكا الجديدة" في نيويورك، أنه "عندما تنخرط القوات الإسرائيلية في معارك في غزة أو الضفة الغربية، فإنها كثيرا ما تستخدم أنظمة مصممة أمريكيا، صنعت إما في الولايات المتحدة أو في إسرائيل بترخيص". وقد بعث النائب الديمقراطي دينيس كوشينش في الأسبوع الماضي، برسالة إلي وزيرة الخارجية كوندوليسا رايس، أشار فيها أن استخدام إسرائيل لأسلحة أمريكية في غزة قد يشكل انتهاكا لمتطلبات قانون مراقبة تصدير السلاح لعام 1967 ، حيث يحدد القانون الشروط التي يمكن للدول بمقتضاها استخدام أنظمة الأسلحة الأمريكية، أساسا لأغراض "الأمن الداخلي" أو "الدفاع المشروع عن النفس".

وأضافت الرسالة أن القوات "الإسرائيلية" قد استخدمت مقاتلات "اف-16" ومروحيات "أباتشي" أمريكية "لشن عمليات برية ودعمها، كتلك التي قتل فيها 40 فلسطينيا أثناء احتمائهم في مرفق تابع للأمم المتحدة". وأكد النائب الأمريكي أن "إسرائيل غير معافاة من القانون الدولي ويجب مسائلتها".

 

(ثالثا) : أظهرت وثائق مناقصة حديثة أن الجيش الأمريكي سعى لاستئجار سفينة تجارية لنقل ذخيرة لـ"اسرائيل" هذا الشهر (يناير) ولكن وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون، زعمت – عندما علمت الصحافة بهذا - أنه ليس لهذه الشحنة صلة بالحرب الدائرة في قطاع غزة (!).

وقال متحدث باسم البنتاجون ان هذه الذخيرة كانت من أجل مخزون أمريكي من الذخيرة في "إسرائيل"، حيث يضع الجيش الأمريكي مسبقا مخزونات في بعض الدول في حالة احتياجها بشكل سريع.

 

وكشفت أوراق الشحنة أن السفينة تحمل 325 حاوية سلاح بارتفاع 20 قدما ستنقل على رحلتين من ميناء استاكوس اليوناني إلى ميناء اشدود
"الإسرائيلي" في الفترة من منتصف إلى أواخر يناير الجاري، وأكد اللفتنانت كولونيل باتريك ريدر المتحدث باسم البنتاجون أن من المزمع إرسال شحنة ذخيرة (أخري) إلى "إسرائيل" ،وزعم أن "توريد الذخيرة لمخزون الذخيرة الامريكية الموضوعة سلفا في "إسرائيل" يتمشى مع اتفاقية اجازها الكونجرس في عام 1990 بين الولايات المتحدة واسرائيل ، وليست دعما للوضع الحالي في غزة (!).

والمريب أن أوراق الحمولة ذكرت توصيفها على أنها "مادة خطيرة" تضم مواد متفجرة ومفجرات ولكن دون ذكر تفصيلات.

 

(رابعا) : أكد أطباء في مستشفيات غزة وصحف بريطانية (التايمز) ومؤسسة طبية عالمية أن قوات الغزو الصهيونية في غزة تستخدم أسلحة محرمة دوليا بغزارة بين التجمعات السكانية أخطرها "الفسفور الأبيض" White Phosphorus (WP) المعروف باسم «ويلي بيت» Willy Pete ، و"القنابل الحرارية الحارقة" Thermo baric weapon " المسماة بـ: "الميكروويف" لأنها تأثيرها علي البشر مثل الحرق داخل أفران الطبخ المسماة بالميكروويف، إذ أنها تحرق وتدمر أجزاء الجسم الداخلية ، ما يطرح بشدة ضرورة محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة أمام محاكم جرائم الحرب الدولية علي هذه الجرائم.

وقالوا أن هذه الأسلحة المحرمة أسلحة أمريكية وسبق أن استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وأفغانستان ، ونقلت محطة "برس. تي. في" التي تبث من لندن وصحيفة "تايمز" البريطانية شهادات عن وفد طبي نرويجي في غزة أكد أن عدداً من الجرحى الذين سقطوا خلال القصف الجوي والبري لقطاع غزة منذ السابع والعشرين من الشهر الماضي ظهرت علي جثثهم وأجسادهم علامات غريبة بعضها حروق بسبب الفسفور الأبيض وبعضها "تهتك" أعضاءهم الداخلية نتيجة استخدام القنابل الارتجاجية ، فضلا عن أن بعض الضحايا يحملون في أجسادهم آثار اليورانيوم غير المنضب والمنضب ، وغالبيتها أسلحة كيماوية ونووية أمريكية أستخدمها الصهاينة.

كما أكدت مؤسسة (global security) الأمريكية في تقرير عن "الفسفور الأبيض" أن "إسرائيل استخدمت الفوسفور الأبيض ضد أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة خلال العدوان الحالي ، وأنه يؤدي لنتائج مؤلمة وحروق كيميائية تبدو كنخر في الجسم لونه أصفر ذي رائحة كريهة تشبه الثوم ، وهي الرائحة التي أشتكي منها أطباء مستشفي الشفاء في غزة.

وأكد "ستيوارت ليتيلوود" – أحد الكتاب الغربيين المهتمين برصد معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال - في تقرير نشره علي موقع مؤسسة (Redress Information & Analysis) وهي مؤسسة أبحاث حقوقية ، وعلي موقع BBSNews  ، أنه برغم أن هذه الأسلحة الخطيرة المحرمة التي تستخدمها إسرائيل لها أثار مدمرة علي جسم الضحايا الفلسطينيين وتؤدي للوفاة ، فهي لا تظهر أثارا مباشرة علي أجساد الضحايا باستثناء تحول الجلد للون المادي ، وتبدو الأضرار "غير مرئية" أي عدم وجود جروح ظاهرة ، وهو ما يحولها لأسلحة خطيرة يسهل التهرب معها من تهمة استخدام أسلحة محرمة ، في حين أن الحقيقة أنها تسبب حروق داخلية ونزيف داخلي وتهتك ودمار في أجهزة الجسم الداخلية التي تحتوي على الهواء (الجيوب والأذنين والرئتين والأمعاء) والتي تكون معرضة بشكل خاص للانفجار!.

 

(خامسا) : لأن الدور الأمريكي ضالع في هذه الجرائم الحربية بصورة لا تخطئها العين ، لدرجة أن وزيرة الخارجية الأمريكية بررت قتل الأطفال والمدنيين بأنه من الصعب تجنب قتلهم في مكان مزدحم كغزة (!)، فقد طالبت منظمة العفو الدولي واشنطن بوقف تسليح "إسرائيل" بالسلاح فورا، إلي حين التحقيق فيما إذا كانت قد استخدمت الأسلحة الموردة لها سابقا لارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في القطاع.

وطالبت العفو الدولي في رسالة عاجلة لفرعها الأمريكي في الثاني من يناير ، موجهة لوزيرة الخارجية الأمريكية، حكومة واشنطن بوضع حد لموقفها “غير المتزن" من الهجوم "الإسرائيلي".

وطالبت العفو الدولي واشنطن بالتحرك "وممارسة ضغوطا محددة علي الطرفين لوقف هجماتهما غير القانونية".

مرة أخري لا تنسوا .. حاكموا القتلة .. وثقوا المجازر ولا تنسوا وضع المستكبر الأمريكي علي راس قائمة المتهمين ، فلا بد من محاكمة بوش ورايس وتشيني وغيرهم من مجرمي الحرب الذين مدوا الصهاينة باسلحة الدمار الشامل لقتل البرياء العزل ، وكذبوا بأن العراق لديهم اسلحة دمار شامل وغزوه وقتلوا مليون من مواطنيه ثم أعترف بوش مؤخرا بأنه أخطأ وحصل علي معلومات كاذبة قبل الغزو.. حاكموهم مرتين.. بل ثلاثة وأربعة ومليون علي جرائمهم منذ ضرب هيروشيما وناجازاكي وقتل الملايين وحتي عدوانهم علي عشرات بلدان العالم وتدميرها وقتل أهلها، وإسناد الأعمال القذرة لوكيلهم الصهيونية في المنطقة العربية!