أرادوا أن يغيبوه فظهر رغماً عنهم!!

هذه الأزمة التي لازلنا نعيش فيها بكل مرارة، ونشعر بالحزن العميق الذي حرك كل شيء فينا، فلم تبق لنا ذرة إلا وشعرت بمأساة إخواننا على الأراضي المباركة، في أكناف بيت المقدس، على أرض العزة (غزة)، ولكن لابد أن يخرج لنا من رحم هذه الآلام جنيناً ينبعث منه روح العزة والكرامة والصمود!!
هذا الجنين الذي خرج من جديد بعد أن غيب في رحمه سنوات بزعم الإرهاب، فظلم ظلماً شديداً حتى من أقاربه، وممن كانوا يستبشرون بقربه ولا يريدون مفارقته..
إنه اليوم يزيل عنه غشاوة تهم الكفر الحاقد ومن ورائهم من أبواقهم؛ منافقين أرادوا لنا التبعية والسير خلف حمار هم ذنبه!..
تحرر من جديد، وانطلق انطلاقة علم الجميع من خلالها أهميته واستشعروا كيف أنه ذروة سنام هذا الدين، وسد منيع له من عدوان أعدائها (وما أكثرهم).!
إنه الجهاد في سبيل الله، الجهاد بالنفس، والذي لاتستغني عنه الأمة، بل إنه ماضٍ إلى قيام الساعة لا تزال عصابة من أمتي يجاهدون على الحق حتى يخرج الدجال، هكذا أخبر سيد ولد آدم.
إنه أقرب طريق يوصل للجنة، يقول الحسن البصري: إن لكل طريق مختصر ومختصر طريق الجنة الجهاد.

 

في السنوات الماضية، أصبحت شعيرة الجهاد منبوذة لدى أدعياء الإسلام، وازداد الأمر سوءاً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول وكأنه مصطلح أنشئ من قبل الجماعات المتطرفة، وما إن ينطق أحد بالجهاد إلا وتصوب له الأنظار ويتهم بعلاقته بتنظيمات إرهابية، وكأنه يتحدث عن فعل مشين، وتصرف منبوذ، هكذا ينظر من يدعي التحضر اليوم ويريد أن يجعلنا والكافر شيء واحد، بل يفضل الكافر على المسلم وذلك لأنه يعيش في أكناف الحرية والديمقراطية زعموا.!
هاهم المجاهدين على مقربة من مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم يرددون ماردده صحابة رسول الله رضي الله عنهم:

نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا *** عَلَى الْجِهَادِ مَا بَقِينَا أَبَدَا

هنيئاً لأبطال الجهاد من كتائب القسام وسرايا القدس فهم كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ، كما أخبر بذلك نبي الملحمة صلى الله عليه وسلم ولا نزكي على الله أحداً..

 

إن ما نعيشه في هذه العقود من تسلط أحفاد القرود على أمة حوصرت بالحدود وترك قادتها تطبيق الحدود وأضاعوا مجد الجدود، ماجاء إلا بسبب ترك الدين، بداية بذروة سنامه، ولن تعاد القوة إلا بإحيائه وإقامة علمه، فعند أحمد عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَئِنْ تَرَكْتُمْ الْجِهَادَ وَأَخَذْتُمْ بِأَذْنَابِ الْبَقَرِ وَتَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ لَيُلْزِمَنَّكُمْ اللَّهُ مَذَلَّةً فِي رِقَابِكُمْ لَا تَنْفَكُّ عَنْكُمْ حَتَّى تَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَتَرْجِعُوا عَلَى مَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ).
فقد كان سلفنا قامعين لأعداء الله المحاربين لشريعته، فمكنوا في الأرض واليوم نجد التعاون معهم ضد مقدساتنا من قبل فئة قليلة لا تمثل السواد الأعظم ولكنه بلاء ابتلينا به، نسأل الله أن يعجل بزواله..

 

يجب أن نبني جيلاً يحب أن يقدم لهذا الدين أغلى ما يملك، وأن نستغل مثل هذه الظروف في إحياء روح العزة والكرامة، والبغض لأعداء الله، ومحبة المجاهدين الذين قد شوهت ولا تزال تتبنى بعض القنوات العربية تسمية العبرية فعلاً، مشروع كره المجاهدة الراشدة لأعداء الله.

 

يجب أن لا تمر هذه القضية بسلام فإنما هو ابتلاء، ليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين..
المسلم الحق يمارس دوره الإيجابي في مثل هذه المواقف، ولا يقف مكتوف الأيدي لايملك إلا السب والشتم واللعن، بل ينشر ثقافة البذل للدين، وأعلى مقامة البذل هو الجود بالنفس كما قال الشاعر:

يجود بالنفس إذ ضن البخيل بها *** والجود بالنفس أقصى غاية الجود

اللهم إنا نسألك نصراً قريباً وفتحاً مبيناً للمجاهدين في غزة، اللهم ومكنهم من رقاب الصهاينة المعتدين، واجعل ما أصابهم تكفيراً لذنوبهم، رافعاً لدرجتهم.