صيد الإعلام
24 ذو الحجه 1429
المسلم - خاص

الميغ29والولي الفقيه

دأب أتباع آيات قم في لبنان على مدى السنوات العشرين الماضية،دأبوا على توجيه هجاء مقذع ضد الحكومات اللبنانية المتعاقبة بذريعة أنها لم تسلّح الجيش اللبناني بأسلحة ثقيلة ومتطورة تؤهله لمواجهة اعتداءات العدو الصهيوني.
وهذا من صنف الحق الذي يراد به الباطل.فما من أحد في العالم يريد إبقاء الجيش اللبناني ضعيفاً وهزيلاً أكثر من طهران وتل أبيب وبينهما عمهما الأكبر :الولايات المتحدة الأمريكية.
فاليهود يعارضون أي صفقة تسليح فعلي وجاد لجيش لبنان-مع علمهم أن تسليح جيش لا يؤمن بالجهاد لن يمس شعرة من شعر الاحتلال بدليل الجيوش  الجرارة في دول الطوق العربية فأسلحتها متقدمة لكنها لم تطلق طلقة واحدة على العدو منذ 35عاماً!!-.
والولي الفقيه يراهن على هزال الجيش اللبناني للاستمرار في تبرير تسلح فيلق الحرس الثوري التابع له-ويسمى لأسباب تكتيكية:المقاومة الإسلامية في لبنان وليس المقاومة الإسلامية اللبنانية،تماماً كما يطلقون على دولتهم الصفوية:الجمهورية الإسلامية في إيران وليس:الجمهورية الإسلامية الإيرانية،وذلك يعني الجهر بتصدير مجوسيتهم وغزو المسلمين بها وحدهم دون سواهم!!-.
ونظرة عاجلة على ربع القرن الماضي تؤكد هذه الحقيقة الساطعة،وبخاصة في السنوات ال16الأخيرة،حيث كان حليفهم إيميل لحود قائداً للجيش مدة ثماني سنوات ثم رئيساً لجمهورية لبنان مدة ثماني سنوات تالية لها،فلماذا لم يتم تسليح الجيش اللبناني جيداً في حين كانت الأسلحة الصفوية تتكدس في لبنان بحماية الجيش الذي أصبح ملحقاً بفيلق الحرس الثوري تقتصر مهمته الفعلية على حراسة خطوط الإمدادات وتقديم الإحداثيات وغيرها....
واليوم نجحت حكومة لبنان أخيراً في الحصول على 10طائرات حربية من طراز ميغ29 المطورة هديةً من روسيا،وابتهج عموم المواطنين والتيارات السياسية المختلفة،بينما أبدى حزب قم اعتراضه شبه الصريح على الهدية.وليس من باب المصادفات اللامعقولة أن يشاطره هذا الاعتراض ديفيد ولش –مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية!!-

*****

بيع فلسطين بمال عربي!!

الرئيس الفرنسي ساركوزي يمقت الإسلام والمسلمين رسمياً منذ كان وزيراً للداخلية في عهد سلفه جاك شيراك،وافتعل أزمة الحجاب بإصراره على حرمان الطالبات المسلمات من التحصيل العلمي ما يكشفن شعرهن!!
وهو يمضي الآن خطوة أخرى في سياق كراهيته العجيبة لنا كأمة،إذ يدعو عملياً إلى إسقاط حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم،من خلال ما يسميه بزئبقية غير لائقة:التعويض المالي لهم في مقابل توطينهم نهائياً في أي مكان فوق كوكب الأرض باستثناء وطنهم الذي شردهم الغرب منه بالحديد والنار وسامهم –وما زال يسومهم-سوء العذاب على أيدي اليهود المدعومين غربياً دعماً مطلقاً ليس له مثيل من قبل ولا من بعد.
والأشد صفاقة في مقترح ساركوزي أن تُسْهم الدول العربية بالنصيب الأكبر من المبالغ المطلوبة للتعويضات!!فالمطلوب بعبارة أخرى :التنازل العربي عن فلسطين مجاناً ثم دفع  ثمن جريمة الغرب التاريخية المستمرة.
ومشكلة النفاق الغربي المزمن أنه يستغفلنا إلى حد لا يتصوره عقل.وإلا فهل يرضى ساكن قصر الأليزيه أن نحرمه من بلده عنوة ثم نطلب من الفرنسيين المقتدرين أن يعوضوه عن منعه من حق العودة إلى بلده؟
أليس اقتراحه الصلف يتناقض حتى مع قرارات هيئة الأمم المتحدة التي لا يشكك عاقل في أنها صناعة غربية بنسبة100%،وأن الغرب يسيطر عليها سيطرة شبه مطلقة؟
إن أشد ما يؤلم ليس بذاءة الساسة الغربيين وتطاولهم علينا وعلى ثوابتنا،بل هوان العرب رسمياً وهرولتهم وراء ما يسمى "المجتمع الدولي"و"الشرعية الدولية"مع علمهم الثابت بما يريده منهم هؤلاء الأعداء،ثم علم الناس بذلك بعد أن اجترأ القادة الغربيون على التصريح بإملاءاتهم على رؤوس الأشهاد!!