يسلك المؤلفون في الفرائض أحد طريقين:
إما أن يسلك مسلك ذكر الفروض كالثلثين والنصف والثلث وعند كل فرض يذكر أصحابه وشروط إرثهم، وإما أن يسلك مسلك ذكر أصحاب الفروض كالأب والأم والزوج والزوجة والبنت وعند كل صاحب فرض يبين الحالات التي يختلف فيها فرضه المقدر، والطريقة الأولى طريقة كثير ممن ألّف في الفرائض استقلالاً كالرحبي – رحمه الله – في منظومته الشهيرة، والطريقة الثانية طريقة كثير من الفقهاء في متونهم الفقهية كصاحب الزاد وأصله.
وبقية أبواب الفرائض مشتركة في الغالب لا يظهر بين المؤلفين كبير فرق إلا في الاختيار وبعض الترتيب.
والفرق المؤثر في ضبط طالب العلم هو ما أشير إليه، وأما أي الطريقتين أمثل فيختلف ذلك باختلاف الناس في طريقة حفظهم وضبطهم، وفي تقديري أن الطريقة الأولى تناسب طلاب العلم أكثر من طالباته، والطريقة الثانية تناسب طالبات العلم أكثر من طلابه، وإن كانت كل واحدة من الطريقتين ليست بمستعصية على الاثنين.
وأما سبب ظني بمناسبة الطريقة الأولى للطلاب والثانية للطالبات فمرده إلى بعض الدراسات التربوية التي أظهرت ميل الطلاب وتفوقهم على الإناث في الوصف والمفاهيم المجردة، وبالمقابل تفوق الطالبات في الوصف المحسوس والمفاهيم الملموسة.
وأياً ما كان فبعد أن يختار الطالب الطريقة التي تناسبه ويسهل عليه فهمها وضبطها تأتي الركيزة الثانية من ركائز إتقان هذا العلم وهي التمرس على مسائله وذلك بحل كثير منها والعناية بالكتب التي تكثر من المسائل وضرب الأمثلة، فالتمارين ترسخ المعلومات وتساعد على تصور العلم.
وأخيراً فإني أنصح طالب العلم بأن يختار متناً أو كتاباً مختصراً محرراً يضبط به أصول هذا العلم ثم بعد أن يضبط به أصوله ينظر في بعض الكتب التي توسعت في الأمثلة والمسائل والتمارين.
ومن خير الكتب المختصرة المحررة التي تصلح كمتن لهذا العلم كتاب الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز التوضيحات الجلية وكتاب العلامة الشيخ محمد بن عثيمين: تسهيل الفرائض.