أبو مرزوق:لقاء كارتر "إيجابي" وتقييمنا للتهدئة "سلبي"..لا شرعية لأبو مازن بعد 9 يناير إلا بأحد شرطين..حذاء الزيدي الثالث تاريخيا
19 ذو الحجه 1429
جمال عرفة




قال د. موسي أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن لقاء قادة الحركة مع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر في دمشق هذا الأسبوع كان إيجابيا جيدا، وأن حماس تنظر لتجديد التهدئة مع "إسرائيل" بمنظور سلبي لا إيجابي، وأن الحركة لن تعترف بشرعية الرئيس الفلسطيني عباس بعد 9 يناير المقبل إلا بشرط التوافق الوطني أو إجراء انتخابات جديدة .

وعقب أبو مرزوق علي ضرب الصحفي العراقي منتظر الزيدي للرئيس الأمريكي بزوج حذاءه بالضحك بصوتٍ عالٍ قائلا أن الصحفيين هم الأكثر سعادة بذلك دون أن يخوض في ذكر موقفه منها، وإن اعتبر أن حذاء الزيدي ثالث ثلاثة أحذية دخلت التاريخ منها حذاء نيكيتا خروتوشوف الزعيم السوفيتي في الأمم المتحدة عام 1960 ، وقصة حذاء عمر بن الخطاب.

وقال أبو مرزوق – في حوار مع (المسلم) بالهاتف من دمشق – أن اللقاء مع الرئيس كارتر تطرق لكل القضايا بما فيها التهدئة والجندي "الإسرائيلي" الأسير لدي حماس وأنه لقاء "جيد" ، ولكنه اتفق مع حماس علي "أن يكون ما دار بينا من حديث وتفاهمات بعيدا عن الإعلام ولذلك ليس هناك مجال للحديث للإعلام عن أي قضية من القضايا التي تم التطرق إليها ".

وقال أن هناك مزاجاً عاماً لدي الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة بعدم التمديد للتهدئة مع تل أبيب ولكن لأن "التهدئة اتخذت بقرار وطني كذلك التمديد سيكون أيضا بقرار وطني"، مشيرا لعقد لقاء وطني في غضون يوم أو اثنين لبحث مستقبل التهدئة التي تنتهي يوم الجمعة المقبل 19 ديسمبر.

ولكنه لم يوضح هل ستستأنف حماس والمقاومة عمليات من يوم السبت المقبل ضد أهداف "إسرائيلية" أم لا ، ولم يبد أي اكتراث للأنباء عن اجتياح "إسرائيلي" لغزة لو انتهت التهدئة وقال إن "حركة المقاومة في غزة قادرة عي رد العدوان في أغلبه".

وشدد أبو مرزوق علي أن حماس لن تعترف بشرعية الرئيس عباس بعد 9 يناير، إلا من خلال شرطين: إما انتخابات رئاسية جديدة لرئيس السلطة الفلسطينية أو في إطار التوافق الوطني الذي يترجم قانونيا وشرعيا ودستوريا.

 وفيما يلي تفاصيل الحوار :

 

هل عرض الرئيس الأمريكي كارتر صفقات جيدة عليكم خلال لقائه الأخير مع أعضاء المكتب السياسي للحركة في دمشق هذا الأسبوع؟

 

كان هذا ثاني لقاء بين الحركة والرئيس الأمريكي الأسبق كارتر وجاء في إطار مواقف الرئيس كارتر واهتمامه بالموقف الفلسطيني وحرصه علي القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني وخاصة أنه علي درجة كبيرة من المتابعة لقضايا الشعب الفلسطيني وهو قد طرح في اللقاء كل القضايا ذات الاهتمام المتعلقة بالملفات الحالية سواء التهدئة أو الأسير "الإسرائيلي" وكان اللقاء جيداً ولكن هناك تفاهماً بيننا وبين الرئيس الأمريكي كارتر علي أن يكون ما دار بينا من حديث وتفاهمات بعيدا عن الإعلام ولذلك ليس هناك مجال للحديث للإعلام عن أي قضية من القضايا التي تم التطرق إليها.

 

وماذا إذن عن الصفقات التي يجري الحديث عنها؟ .. هل هنالك أي مؤشر إيجابي عن اللقاء؟

ليس هناك سوي ما ذكرته .. وأي حديث عن موضوعات وتفاصيل اللقاء سيكون لاحقا .

 

وماذا عن صفقة الجندي "الإسرائيلي" الأسير شاليط.. هل هناك جديد؟

الطرف المصري هو الوسيط ، ولا يزال هو الوسيط المعتمد لدي الطرفين وموقفه حتى الآن لم يتحرك في هذا الموضوع منذ فترة طويلة وبالتالي موضوع شاليط كما هو عليه لا جديد فيه حتى هذه اللحظة.

 

حتى الآن موقف حماس ليس معروفاً بدقة من التهدئة مع "إسرائيل" بعدما تنتهي في 19 ديسمبر الجاري وهناك حديث متصاعد عن أن حماس لن تستمر فيها، ولكن الموقف الرسمي غير معلن بشكل واضح.. هل ستمددونها أم ترفضون؟

تقييم الحركة الداخلي (للتهدئة) هو تقييم سلبي، وهناك مزاج عام لدي الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة بعدم التمديد، لكن التهدئة اتخذت بقرار وطني ولذلك التمديد سيكون أيضا بقرار وطني.. بمعني أنه سيكون هناك لقاء وطني سيعقد في وقت قريب في غضون يومين للحديث عن التهدئة وشروطها، والموقف منها سيعلن في وقته .. ونحن ملتزمون بالتهدئة حتى يوم الجمعة 19 ديسمبر، أما تقييمنا لهذه التهدئة وتمديدها فهو تقييم سلبي وليس ايجابياً.

 

هل نتوقع إذن من يوم السبت القادم - بعد انتهاء التهدئة- أن تقوم حماس بعمليات مقاومة جديدة وتحدث عمليات جديدة؟

هذا موضوع آخر متعلق بالحركة وفصائل المقاومة وما سيصير في عمليات المقاومة.. والأغلب أنه سيكون هناك مجموعة من الإجراءات المتعلقة بالتعامل والتعاون بين فصائل المقاومة وتحديد ما سيتم فعله في اليوم الثاني للتهدئة وهذا كله ضمن التوافق الوطني للتهدئة.

 

ولكن الموقف بذلك غير محدد؟

حتى الآن الموقف غير معلن حتى يتم اللقاء بين الفصائل والتشاور بينها في خلال يوم أو يومين لتحديد الموقف من التهدئة بشكل جماعي في إطار وطني.

 

هناك مخاوف من اجتياح "إسرائيلي" في حالة رفض حماس تمديد التهدئة هل أنتم مستعدون لهذا؟

قصة الاجتياح سمعنا بها من قبل مرات عديدة وعلي فترات طويلة وأعتقد أن المقاومة قادرة علي الرد علي أي عدوان "إسرائيلي" وبالتأكيد حركة المقاومة في غزة قادرة علي رد العدوان في أغلبه.

 

هل نستطيع القول أن سيطرة حماس علي غزة والاستيلاء علي أسلحة من السلطة الفلسطينية جعلت حماس أكثر قوة وقدرة علي صد أي اجتياح "إسرائيلي"؟

نحن معنيون بتقوية المقاومة وزيادة فعاليتها لمواجهة كل أشكال العدوان "الإسرائيلي" ونحن معنيون أيضا بفاعلية أكبر للمقاومة سواء لدى حماس أو لدى فصائل مقاومة أخرى والقضية هي أن تحرص المقاومة على قوتها ومناعتها حتى تستطيع الرد في أي وقت من الأوقات علي أي عدوان.

 

بعد 9 يناير ماذا سيكون الموقف من الرئيس عباس بالنسبة لحركة حماس؟

موقف حركة حماس هنا واضح فالموقف يجب أن يكون أي شكل من أشكال الوضع الرئاسي، إما ضمن التوافق الوطني أو ضمن انتخابات رئاسية، وما دون هاتين الصيغتين ليس هناك شرعية لموقع الرئاسة.

 

هل يعني هذا أن حماس لن تعترف بشرعية الرئيس عباس بعد 9 يناير؟

لن تعترف إلا من خلال هذين الشرطين: إما انتخابات رئاسية جديدة لرئيس السلطة الفلسطينية أو في إطار التوافق الوطني الذي يترجم قانونيا وشرعيا ودستوريا.

 

لنفرض أن هذين الشرطين لم يتحققا بعد 9 يناير.. هل سيكون رئيس البرلمان الفلسطيني عزيز الدويك هو الرئيس الذي تعترف به حماس أم أحمد بحر نائب رئيس البرلمان باعتبار أن الدويك معتقل حاليا لدي الاحتلال "الإسرائيلي"؟

أعتقد أنه سيكون هناك موقف للحركة في تعيين أي من الأخوين الكريمين لأسباب عملية وقانونية وأعتقد أن الحل العملي لسد الفراغ الرئاسي هو في استئناف الحوار الوطني وقضية الانتخابات والقانون الوطني علي أجندة الحوار الوطني.

 

ولكن لحين الاتفاق علي هذا، هل الأرجح أن يكون عزيز الدويك أم أحمد بحر هو الرئيس المؤقت بعد عباس ضمن اختيار حماس؟

علي الأغلب لن يكون في موقع الرئاسة أي من الأخوين.

 

هل سيكون هناك إذن فراغ رئاسي؟

نحن نعتقد أن هذا الموقع يجب أن يكون شغله من خلال توافق وطني وليس من خلال قرار للحركة أو من خلال المجلس التشريعي، ولو اتخذ المجلس التشريعي أي قرار فهو صاحب هذا القرار.

 

فيما يتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني وإمكانية استئنافه هل هناك اتصالات مع القاهرة بخصوصه أم أن الاتصالات مقطوعة ؟

لا يوجد أي اتصالات مع القاهرة بخصوص استئناف الحوار الوطني وان كنا نسمع كلام في الإعلام عن خطوات في هذا الموضوع.. ولكن حتى الآن لا يوجد أي اتصالات رسمية حول هذا الموضوع والقاهرة لم تتصل بنا.

 

هل أصبحت العلاقات بين القاهرة وحماس متدهورة؟

أستطيع أن أقول أن العلاقات مع القاهرة متوقفة عن النقطة التي سبقت تأجيل جلسة الحوار الفلسطيني الأخيرة.. لا هي تدهورت ولا هي تحسنت، ولكن هي متوقفة عن هذه النقطة ولكن هناك حملة إعلامية مركزة من الصحف شبه الرسمية في مصر ضد الحركة وموقفها من الحوار الفلسطيني بشكل ظالم وبعيدا عن الحقيقة، وأعتقد أن هذا مؤشر سلبي فنحن نرجو أن يتم معالجته حتى يستطيع  الدور المصري أن يخدم الأهداف التي حددها لنفسه.

 

حذاء الصحفي العراقي الذي ألقي علي الرئيس بوش.. ما هو تعليقك على هذه الواقعة؟

(يضحك كثيرا ) .. جاءتني مئات الرسائل حول هذا الموضوع من العديد من الناس كلها تعلق بأن الصحفيين أكثر الناس سعادة بهذا الحدث.. ولكن بشكل عام لقد دخل التاريخ ثلاثة أحذية هي : حذاء سيدنا عمر (أي الحذاء  الذي كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه متوسده وهو نائم في ظل شجره عندما جاءه رسول كسرى؛ فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر كما في الرواية المشهورة المنسوبة إلى أمير المؤمنين [المحرر]) وحذاء خروتشوف (حذاء نيـــكيتا خروتوشوف الزعيم السوفيتي وهو يدق الطاولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1960 أبان أزمة الصواريخ الكوبية مع أمريكا [المحرر])، والآن حذاء الصحفي العراقي الزيدي.