مشير المصري: حصارنا ـ كحصار النبي ـ أتم 3 سنوات ونتفاءل بكسره.. لن تكون مقاومتنا كسابقاتها إن انتهت الهدنة.. نقدر القرضاوي
24 ذو القعدة 1429
إيمان يس




حصار ..انتخابات ..حوار وطني..تهدئة ، ملفات كثيرة على مائدة القضية الفلسطينية ، تتعارض أحيانا وتتداخل أحيانا أخرى ، تساؤلات عديدة عن مستقبل هذه القضية في ظل الأوضاع القائمة ، طرحنا هذه التساؤلات على النائب مشير المصري ، أمين سر كتلة حماس في حكومة الوحدة الوطنية المنتخبة ، فكانت هذه الإجابات ، فإلى نص الحوار :

 

*اعتذرتم عن حوار القاهرة بسبب اعتقالات الضفة ، ألا ترون أن هذا السبب غير كاف لرفض حوار وكان من الممكن حفاظا على المصالح العليا أن تذهبوا للحوار على أن يكون إطلاق سراح المعتقلين جزءا من الإتفاق ؟

 

** الحوار هو خيارنا ونسعى إليه ولكن ليس بأي ثمن ولا على حساب الحقوق والثوابت والمقاومة أو على حساب نتائج الانتخابات ، فلا يمكن لحماس أن تذهب للحوار والسكين على رقبتها ، فالحوار له استحقاقاته ومن يمد يدا للحوار لا يمكن أن يمد يده الأخرى بالاعتقالات بشكل جماعي ،وبالتالي نحن لن نذهب للحوار طالما هناك مجزرة ترتكب ضد حماس فى الضفة الغربية ، فلا معنى لأي حوار ولا حديث عنه فى ظل ارتكاب عباس وأجهزته الأمنية مجزرة ضد المقاومة الفلسطينية وضد حماس لعيون رايس وإرضاء لبوش وليفنى أولمرت.

 

* وهل هناك أسباب أخرى وراء رفض الحوار؟ (مثل الاعتراض على بنود الورقة المصرية )؟

 

** لسنا وحدنا من قدم تعديلات على الورقة المصرية، فكافة الفصائل شاركتنا الرؤية وتقدمت بتعديلاتها على بنود الورقة المصرية.

 

* هذا يدفعنا للسؤال عن تقييمكم للورقة المصرية ( هل ترون أنها منحازة ) وما هي التعديلات التي طالبتم بها وهل صحيح أن القاهرة رفضت هذه التعديلات ؟

 

** كما قلت لك؛ جميع الفصائل تقدمت بتعديلات على الورقة المصرية، فكافة أطياف الشعب الفلسطيني ترفض أي حوار  بورقة تنحاز لفصيل على حساب باقي الفصائل، وتتحدث عن نبذ المقاومة ولا تتبنى حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني وحماية مقاومته، ولا تتحدث عن ضمانات كفيلة بانجاح الحوار وحل كل الملفات العالقة كرزمة واحدة، بل ويراد لها أن تكون غطاءً  لتمديد ولاية الرئيس عباس أو تشكيل حكومة وفاق وطني بعيدا عن انجاز بقية الملفات.

كذلك أؤكد ضوررة أن يكون أي اتفاق فلسطيني جديد في إطار الإتفاقيات السابقة، فالمجيئ باتفاقات جديدة لا طائل منه ويعتبر طعنا في القرارات والإنجازات السابقة.

 

* كيف ترون رد القاهرة على اعتذاركم عن الحوار؟ وماذا عن تصريحات أبو الغيط بأن القاهرة لن تجري أي تعديلات على الورقة ؟

 

**لا أحد يملك أن يجبر حماس على القبول بما ليس فيه مصلحة شعبنا والحفاظ على ثوابتنا ، فنحن نستمد شرعيتنا من صناديق الاقتراع وتمسكنا بالثوابت كان وراء هذه الثقة من شعبنا، فنحن نمثل هذا الشعب الصامد الذي لا يمكن أن يجبره أحد على التنازل عن حقه.

 

* وهل صحيح أن النظام المصري أبلغ خالد مشعل باستحالة فتح معبر رفح ردا على الاعتذار عن الحوار؟

 

**لم نسمع بهذا من قبل ؛ ومصر قالت مرارا وتكرارا أنها تقف على مسافة واحدة من جميع الفصائل ، وبالتالي هذا لا يتوافق مع استمرار إغلاق معبر رفح  خاصة لما لهذا الأمر من بعد إنساني يجب أن تكون له حسابات أخرى بعيدا عن المناكفات السياسية وبعيدا عن سياسة العقاب الجماعي.

 

* قررت القاهرة إحالة ملف الحوار الفلسطيني لجامعة الدول العربية ماذا يعني ذلك ؟

 

**بالتأكيد نحن لا نمانع أن يرعى أي طرف عربي الحوار، وليست لدينا أي إشكالية في ذلك ،  ونأمل  أن  يكون للمظلة العربية دورا من خلال جامعة الدول العربية التي أنجحت الحوار اللبناني، فنحن نتمنى  أن يستمر الجهد العربي في اتجاه الحوار الفلسطيني من هذا المنطلق،  لكن المطلوب عدم التوقف والإقدام على هذه الخطوة ووضع النقاط على الحروف .  

 

* تم الاعلان عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب في نهاية هذا الشهر لحل أزمة الحوار الفلسطيني ،  ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه هذا الاجتماع ؟ وهل أنتم مستعدون للالتزام بما يتم الاتفاق عليه عربيا أيا كان ؟

 

**نحن لدينا اتصالات مستمرة مع العديد من الجهات العربية وهناك توافق بيننا في الرؤية ، فحماس لم تخرج على نتائج الديمقراطية وبالتالي لا نتوقع أن يتم التوافق على ما يخالف هذه الرؤية ، فما سيتم التوافق عليه لن يبتعد كثيرا عن رؤية حماس .

 

* لماذا تم الإفراج عن السجناء السياسيين في غزة ، هل كان اعتقالهم لمجرد انتماؤهم السياسي أم أنهم متورطون في تفجيرات ، وإن كانت الثانية فكيف يتم الإفراج عنهم دون محاكمة أين دماء الأبرياء ؟

 

**لا بد أن أؤكد أن حماس ضد الاعتقالات السياسية ، فنحن لا نؤيد أي اعتقال على خلفية سياسية ، وهؤلاء لم يتم اعتقالهم لانتمائهم وإنما جاء لأسباب أمنية ، ثم جاء الإفراج عنهم كبادرة حسن نية وبعد ضغوطات حفاظا على مصالح شعبنا  الوطنية العليا .

 

* الخلاف كان بين فتح وحماس  لماذا قمتم بتوسيع الدائرة ودعوة تنظيمات أخرى للحوار ؟

 

**حركة فتح تدعي توافقها مع بعض التنظيمات وتستقوي بها ، فأردنا أن يكون الحوار شاملا يضم كافة أطياف الشعب الفلسطيني ، لنطالب جميعا بإعادة ترتيب منظمة التحريرالفلسطينية على أساس التمثيل النسبي لتصبح مؤهلة لأن تمثل الشعب الفلسطيني بكافة فصائله.

 

* في ظل التصعيد المستمر للأحداث في الضفة هل بتنا نسير على خطى الحسم العسكري وهل نحن على موعد مع حسم عسكري آخر؟

 

** حركة حماس جاءت بإرادة الشعب الفلسطيني ، واختارها الشعب لتحكم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية ، وما يحدث في الضفة الآن ليس فقط تنفيذ لأجندة صهيونية وأمريكية ومحاولة لشطب المقاومة ، بل بالأساس هو انقلاب على الشرعية ، من خلال تشكيل حكومة الأمر الواقع التي جاءت استقواءً باليهود وبالإرادة الأمريكية ولم تأت بخيار الشعب الفلسطيني، وبالتالى من يربط مستقبله بالعدو الصهيونى والإدارة الأمريكية لا يكتب له مستقبل فى الساحة الفلسطينية لأننا الشعب الفلسطينى يتبنى مشروع الجهاد والمقاومة بعد أن فشلت الخيارات الأخرى، ومن هنا نحن نؤكد أن الواقع فى الضفة الغربية هو وضع مؤقت وستأتى اللحظة التى ينتفض فيها الشعب الفلسطينى على الظلم والقهر والطغيان الذى يمارس وعلى الإحتلالين الصهيونى والعباسى ،هذا بالتأكيد سينتهى فى لحظة تنتفض فيها الفصائل الفلسطينية والآراء الفلسطينية والشعب الفلسطينى فى وجه هؤلاء الخارجين عن الصف الوطنى الفلسطينى .

                                          

* وماذا عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ستنتهي ولايته بعد أكثر من شهر ؛ علمنا من وسائل الإعلام أن حماس لن تتعامل معه كرئيس ولو لساعة واحدة بعد ذلك التاريخ ، وسيتولى الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي بالإنابة مهام الرئيس لحين إجراء انتخابات ـ كما ينص القانون ـ ولكن هل ستشارك حماس في انتخابات الرئاسة ؟

 

** ليس لدينا فيتو على أي مشاركة سياسية وبالتأكيد سيكون موقفنا مستندا إلى المصلحة العليا للشعب الفلسطيني .

 

* التهدئة فى ظل التوغلات المستمرة وتصاعد الاعتداءات  على المسجد الأقصى  كيف ترونها ؟

 

** نحن بالتأكيد ما زلنا ملتزمين بالتهدئة لكن التهدئة لن تكون مجانية والتهدئة بشروطها واستحقاقاتها وهى قائمة على قاعدة أن لكل شعب رد فعل ، وبالتالى كل خرق له رد ، وعلى العدو الصهيونى أن يتحمل التداعيات الخطرة المترتبة على أى تصعيد ، ونؤكد أن المقاومة الفلسطينية وفى مقدمتها كتائب القسام هى مستعدة لكافة الخيارات إن أراد العدو الصهيونى تهدئة فبمستحقاتها وشروطها ، وإن أراد مواجهة فسيجد إن شاء الله ثباتا وصمودا ومقاومة ليس كسابق عهدهم بها ، والمقاومة لن تقف مكتوفة الأيدى إزاء أى عدوان صهيونى وسيتحمل العدو الصهيونى المسئولية الكاملة المترتبة على أى تصعيد بحق الشعب الفلسطينى .

 

* فى التاسع عشر من هذا الشهر ستنتهى التهدئة  هل تتوقع مطالبة العدو الصهيونى إستمرار التهدئة وهل ترونه من مصلحتكم ؟

 

** التهدئة مؤقتة وليست مفتوحة وليست للأبد وستخضع بالتأكيد على طاولة البحث التقيمى لدى الفصائل الفلسطينية وسيحدد الموقف بشأنها لكن بالتأكيد ستكون كل الخروقات والجرائم الصهيونية مستحضرة على طاولة البحث وسيحدد الموقف بشأنها إما بإتجاه تمديد بضمانات وشروط واضحة وفرض قضية أو بإتجاه إنهاء هذه التهدئة وبالتالى فتح جبهة القتال مع العدو الصهيونى ونذكر بالحديث عن الحسم النهائى بهذا الموقف باعتبار ما جاء فى الخطاب الفلسطينى وإنهاءها أو تمديدها سيأتى بالتوافق الفلسطينى.

 

* إذا انتهت التهدئة بالتالى سيكون هناك تصعيد أكثر وإغلاق معابر أكثر فكيف ستواجهون الأزمة الحالية من انقطاع الكهرباء والوقود والدقيق و.... ؟

 

** أنا أعتقد أنه حتى فى ظل التهدئة الأزمات هى الأزمات لم تتغير وبالتالى إما أن تكون تهدئة واضحة وصادقة وقوية قادرة أن تلزم العدو الصهيونى بتنفيذ استحقاقاتها وشروطها كما أن الشعب الفلسطينى ملتزم بذلك أو إنهاء لهذه التهدئة لأن العدو الصهيونى أغلق المعابر فى ظل التهدئة أكثر مما فتحها ولم يدخل إلا مواد أساسية وبالشح وبالكمية القليلة التى لا تكاد تكفي جزءاً بسيطاً من الشعب الفلسطينى وبالتالى إما أن نعيش كرماء أو نموت كرماء.

 

* تأثير الأزمة الاقتصادية الحالية وفوز أوباما على القضية الفلسطينية ومباحثات السلام تحديدا كيف ترونها ؟

 

** نحن بالتأكيد سنقيم أوباما من خلال سياسته فى التعامل مع القضية الفلسطينية وأوباما أمام اختبار كبير بشأن الإحتلال والعدوان والحصار والديموقراطية الفلسطينية ، ونعتقد أن إذا سار أوباما على خطى بوش فلن يفلح ولن تنجح سياسته وعليه أن يقرأ التجربة البائدة والسيئة فى تاريخ بوش بشكل دقيق ، وأن يدرك أن كل قوى الظلم التى تكالبت ضد حركة حماس وإرادة الشعب الفلسطينى كلها فشلت بفضل الله سبحانه وتعالى وكل الخيارات استنفذت وكل الرهانات سقطت وحماس ما زالت باقية وصامدة وثابتة .

 

* في ظل تردي الوضع الداخلى للكيان الصهيونى بدءا بفضائح أولمرت وليس انتهاءا بفشل التحالف، كيف ترون تأثير ذلك على مباحثات السلام وعلى القضية الفلسطينية ككل ؟

 

** مباحثات السلام يسعى إليها أبو مازن باعتبار أن حياته مرتبطة بالعملية السلمية الميتة والمهترئة، لكن تأثيراته على الشعب الفلسطينى وعلى حركة حماس وعلى المقاومة نقول أن الصهاينة كلهم فى كفة واحدة، والشعب الفلسطينى قد جرب كل الأحزاب الصهيونية التى قادت العدو الصهيونى ، وكلها تتعامل مع الشعب الفلسطينى بعقلية واحدة ، عقلية الإحتلال والإجرام والإرهاب بحق شعبنا وبالتالى نحن لا نكترث بأى قيادة صهيونية تصل إلى سدة الحكم الذى يكترث بذلك هو من يربط مستقبله بالعدو الصهيونى والرئيس عباس وبقية شلته .

 

* سفن قبرص كيف ترونها ؟ هل هى مجرد دعم معنوى وتقديم مساعدات أم أنها دعم سياسى ؟

 

** بالتأكيد سفن كسر الحصار هى خطوة مباركة ،فقد حطت السفن فى ميناء غزة فى سابقة لم تمر على مدار 40 عاما مضت ، وهذا يشكل إنجاز للشعب الفلسطينى هذه خطوة ، والخطوة الثانية بالتأكيد لهذه السفن جاءت معنوية وعاطفية وإنسانية لشعبنا الفلسطينى ، ثالثا ً المطلوب الآن هو البناء على هذه الخطوة وأن يدشن خطا بحريا فى ظل إغلاق الخط البرى عبر معبر رفح وللأسف بإرادة عربية وليست صهيونية أمريكية ، وإذا ما أغلق المنفذ البري العربى فى وجهنا فسنلجأ إلى المنفذ البحرى الأوروبى وأعتقد أن الباب مفتوحا ً وتدشين هذه السفن من أوروبا إلى غزة يشكل خطوة فى الإتجاه الصحيح يمكن أن تدشن سفريات عكسية من غزة إلى الخارج ونأمل أن توفق تلك الخطوات فى المستقبل القريب بإذن الله عز وجل .

 

 * جرى الحديث عن إجتماعات تمت بين حركة حماس و مندوبى أوباما إبان الفترة التمهيدية قبيل الانتخابات الأمريكية ؛ عن أي شيء أسفرت هذه الإجتماعات ؟

 

** ليس هناك حديث عن اجتماعات عقدت بشكل رسمى مع مندوبى أوباما ، نحن سنحدد موقفنا من أوباما كما أسلفت بناء على سياسته فى التعامل مع القضية الفلسطينية ، لكن لهذه اللحظة ليس هناك اتصالات بهذا الشأن وأؤكد بأن موقف حركة حماس واضح أنها تتعاطى مع كل دول العالم باستثناء العدو الصهيونى ومعنية بعلاقات مع كل دول العالم باستثناء العدو الصهيونى وبناء علاقات متينة قوية قائمة على قاعدة حقوق وثوابت الشعب الفلسطينى واحترام إرادة الشعب الفلسطينى بما فى ذلك أمريكا .

 

*وماذا عن موقف الحركة من الشيخ القرضاوى ، ولا سيما أن البعض أعتبر أن تأييدا ً من الحركة للشيخ لم يحدث ، وبالعكس أرسلت رسالة من رئيس الوزراء الفلسطينى تبدى تضامنا ً مع إيران؟

 

** سياسة حركة حماس واضحة فى ذلك ، الشيخ القرضاوى هو عالم كبير وهو له مكانة فى قلب الشعب الفلسطينى وشخصية لها وزنها وثقلها فى عيون حركة حماس ، والشيخ القرضاوى هو عالم الدين وله باع طويل فى خدمة الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية بوسائل مختلفة ، وهذا جهد كبير لا ينكر للشيخ، هذا من جهة، من جهة أخرى نحن أيضا ً علاقتنا مع إيران علاقة قائمة ولم تنقطع ،  وعلى توافق مع إيران شأنها كشأن كل الدول العربية والإسلامية ونعتبر أن إيران تقف فى وجه أمريكا ، وإيران تشكل قوة من قوى الممانعة للمشروع الأمريكى فى المنطقة ونلتقى معها فى ذلك . 

 

* ترددت أنباء عن وجود حركات تشيع فى غزة ليس لها وجود فى الضفة ؛  والسبب هو أن إيران تقدم مساعدات لحماس وبالتالى حماس مضطرة للسكوت على هذه النشاطات ؟

 

** دعينى أؤكد أنه ليس دقيقا الحديث عن حركات تشيع فى قطاع غزة ، فقطاع غزة هو تاريخه وحاضره ومستقبله من أهل السنة ولا أعتقد أن هناك تأثيرات خارجية يمكن أن تحرف أهل السنة عن منهجهم ، بل أن خيار الجهاد والمقاومة وانشغال هذا الجيل الفلسطينى فى مقارعة الإحتلال فرض عليه المزيد من التمسك بمذهبه وخياراته الإسلامية وبالتالى ليس هناك أى إشكاليات تخشى فى هذا الجانب.

 

*وأخيرا كيف تنظرون لمستقبل غزة فى ظل كل الأوضاع الحالية ؟

 

** دعينا نؤكد أن المستقبل لغزة والشعب الفلسطينى فنحن على مشارف الانتهاء من العام الثالث لهذا الحصار الظالم والذى لا مثيل له ولم يمر فى تاريخ العالم الحديث ، والذى يذكرنا بحصار النبى صلى الله عليه وسلم، والذي استمر على مدار ثلاثة أعوام  كذلك ، إلا أننا ندرك أن كل المؤامرات قد فشلت وكل الخيارات قد استنفذت وكل الرهانات قد سقطت بفضل الله عز وجل وغزة بقيت ، فغزة والشعب الفلسطينى ما زال يلتف وبأكثر حول مشروع الجهاد والمقاومة وحول خياراته الديموقراطية المتمثلة فى حركة حماس ، وبالتالى أمام ذلك وأمام إقرار العدو الصهيونى ولأول مرة فى تاريخ الصراع الفلسطينى الصهيونى عن تهدئة متبادلة ، وأمام إنكسار فكرة الحصار وصولا ً إلى إنهائه بإذن الله عز وجل ، وأمام تماسك الشعب الفلسطينى وإلتفافه حول مشروع الجهاد والمقاومة نحن مطمئنون لمسيرتنا وندرك أن كل هذه الظلمة والكروب التى تمر بنا زائلة وفى القريب بإذن الله عز وجل ، فغزة اليوم تشكل معادلة سياسية وشعبية وعسكرية قوية ، وهى عصية عن الانكسار وأكبر من الذوبان بإذن الله عز وجل  والمستقبل لها وللشعب الفلسطينى .