5 صفر 1430

السؤال

لي أخ أحبه في الله وقد استفدت من علمه لكني لاحظت عليه أنه كثيراً ما يتحدث عن نفسه وعن إنجازاته كما لوحظ عليه التعلق والإعجاب بأحد الإخوة وعند مناقشته في ذلك تعلل بعلاقة السلف مع بعضهم وأن عمر كان يعانق طلحة وأن من السلف من يقول أني أتقرب إلى الله بوضع اللقمة في فم أخي.

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وادعوا الله تعالى لك التوفيق والسداد .
من المشاهد التي أصبحت مستغربة في حياتنا تلك السلوكيات التي غابت عن مجتمعاتنا طويلاً وعندما أراد أن يطبقها البعض أخذوا منها ظاهرها وحواشيها وتركوا لبهّا وأصلها، والحب في الله من أسمى المعاني وإحدى الطرائق التي تُظل المؤمن في ظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، فمن حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (ورجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وتفرقا عليه) وكذلك تحب هذا الرجل الذي يتمتع بشيء من العلم والعمل فهذا أمر محمود ويترتب عليه واجباً وهو النصح ولا عيب في أن تتعلم منه وتنصح له في نفس الوقت .
ولأن الحديث عن النفس كثيراً يذهب المروءة، ويضعف السامع، ويحدث نفوراً لدى الآخرين، كما أنه يدخل العجب والغرور، ويُشرب النفس حب الكلام والظهور وإثبات الذات، فهي صفة ليست حميدة تحتاج إلى ترشيد واستبدالها بأن تكون الأعمال والانجازات والنتائج والعمل المتعدي لفائدة الآخرين هي المتحدث عن صاحبها، فذلك أوقع في النفس وأجدر بالاقتداء وأحرى بالتأسي .
أما السلوكيات التي ذكرتها في رسالتك فإن آليات تطبيقاتها فيه دخن ولبس، كما أن في بعضها محظور شرعي، ومن ذلك النوم في فراش واحد فهذا منهي عنه في سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام أما التقبيل والضم وإن كان ذلك على عادة بعض المجتمعات، وإن المبالغة فيها تورث سلوكيات غير محمودة، ولذلك كان الصحابة يقبل بعضهم بعضاً من الكتف وليس في الوجه ولا في الفم ومعانقة عمر لطلحة رضي الله عنهما لا اعتراض فيها ولكن كيف كانت كيفيتها، وتجد في هذا الزمان ظهرت فتناً متنوعة وانتشرت سلوكيات العشق والشذوذ وغيرها، وليعلم أن القيام بسلوك القصد منه طيب، ولكن ظاهره للناس غير مألوف يصبح في عرف المجتمعات غير مرضي ولذلك يجب أن تنصح أخاك وتوضح له وجهة نظرك وليكن التقرب إلى الله تعالى بالدعاء له بظهر الغيب والقيام على ما ينفعه في دينه ودنياه ولا يكون بالتقبيل والضم ورفع اللقمة في فمه .
والله الموفق.