أنت هنا

19 ذو القعدة 1429
المسلم ـ خاص

 

 

 

 

أعرب فضيلة الشيخ الدكتور ناصر العمر عن أسفه من انبهار بعض طلاب العلم من نظام نقل السلطة الأمريكي الذي جاء بالرئيس المنتخب باراك أوباما إلى الحكم برغم جذوره المسلمة والإفريقية.

وعزا فضيلته هذا المديح الذي كاله هؤلاء وكتاب ليبراليون للديمقراطية الأمريكية في أعقاب فوز أوباما إلى ما أسماه بـ"حالة من الهوس" قادتهم إليها بعض ما يرونه في عالمنا العربي من ديكتاتورية إدارية، ما خلف لديهم شعوراً بالكبت صارت معه ردة فعلهم عنيفة ومبالغ فيها.

وفند الشيخ العمر حقيقة الديمقراطية في كونها ليست مرادفاً للحرية، مستدلاً بحجم التأثيرات الإعلامية التي جذبت الناخب الأمريكي إلى باراك أوباما برغم أن معظم منتخبيه لم يكونوا يعرفونه من قبل إلا من خلال النوافذ الإعلامية التي قفزت به إلى البيت الأبيض، وهذه النوافذ بدورها تديرها عصبة متحكمة.

وأضاف د.العمر "كي لا أكون مبالغاً، قد تكون هناك حرية نسبية (في الولايات المتحدة الأمريكية)، لكن في النهاية هي حكم ديكتاتوري".

وساق فضيلته مثالاً استدلالاً على رأيه، بفرح الناس بسقوط بوش باعتباره ديكتاتوراً، واعتبر أن ذلك تناقضاً إذ كيف تأتي الديمقراطية بديكتاتور، وكيف لذلك أن يكون في ظل وجود مؤسسات حكم كمجلسي الشيوخ والنواب، من المفترض معها ألا ينفرد الرئيس بالحكم؛ "فلماذا أصبح بوش رمزاً للديكتاتورية في العالم"؟!

واستهجن فضيلته سلوك دعاة الديمقراطية مع الآخرين، مشيراً إلى ضيقهم في كثير من الأحيان بآراء المخالفين.

ودان د.العمر ما دعاه بالديكتاتورية الفكرية التي قال إنها أخطر من الديكتاتورية الإدارية التي تتجسد في أرباب الأسرة أو مديري المؤسسات أو حتى في بعض الجماعات الدعوية أو في رؤساء الدول، معتبراً أن الأولى تؤذي العقل، وربما استمرت قروناً ما بقيت الفكرة ذاتها؛ فيما الثاني تؤذي البدن وقد تؤذي العقل أيضاً تالياً، وتموت بموت صاحبها أو بذهابه من منصبه.

واستدل فضيلته ببعض الكتاب في الصحف المحلية السعودية الذي يدعو إلى الديمقراطية الغربية ثم هو يفرض على القراء رأيه و"يسفه الآخرين ويسقط آراءهم، ولا يسمح بنشر العديد من الرسائل من علماء وطلاب علم وغيرهم ويصفهم بالسطحية وقلة الفهم" ممارساً عليهم نوعاً قاهراً من ديكتاتورية الرأي.

وأشار إلى أن كلا الديكتاتوريتين لا تمارس الشورى في اتخاذ قراراتها، معتبراً أننا لسنا بحاجة إلى المستورد من هذه الأفكار، ناصحاً بألا نخدع وألا تدفعنا ممارسات نراها هنا أو هناك أن ننبهر بما لا يستحق.

وذكّر الشيخ بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى"، وقوله تعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، وقصة عمرو بن العاص وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما عندما قال عمر للقبطي "اضرب ابن الأكرمين"، مشدداً على أنه ضد الديكتاتورية لكنه ينصح بألا يدفع هذا الواقع الذي يعيشه المسلمون إلى الانبهار بهذه الأفكار.