نساؤنا ..ومصافحة الرجال

لعلي وأنا أطلع على ماأسموه " الإتكيت الدولي " وما يجب أن نتعامل به في داخل المجتمعات وفي بيوتنا , وجدت أن هذا الاتكيت يتغير من دولة إلى أخرى فهناك الاتكيت الألماني والفرنسي والأمريكي وهو يتغير ويتبدل بين الحين والأخر ..

 والشعوب تحترم تقاليد واتكيت الشعوب الأخرى , فلماذا نحن المسلمين وللأسف البعض منا يتنصل من مبادئه والأخلاق والاتكيت الإسلامي بحجة موافقة التيار وما يدري أو تدري إنها بذلك تدخل إلى الابتعاد عن هويتها كمسلمة ولو احترمت ذاتها وقدرت قيمتها التي وضعها فيها الإسلام لأدركت أنها الدرة المصون التي أريد لها من خلال تشريعنا الإسلامي أن تبقى ملكة لا يمسها إلا من حلل الله لها , ولا أريد أن أطيل هنا ولكن لكثرة ما تحدث اليوم في مجتمعاتنا من مخالفات حرمها الشرع بدعوى الاتكيت يتطلب ذلك أو التحضر والتطور .

 
الكثير اليوم من بنات الإسلام عندما يقدم لها زميلها أو رئيسها أو أستاذها في الجامعة يده ليصافحها فتخجل من أن ترفض مصافحته وتمد يدها إليه وفي ذلك خطر كبير لأنها أجازت لنفسها أن تقوم بعمل ليس من أخلاقنا ولا شريعتنا كمسلمين والأمر أيضا ينعكس على الرجل نسى أو تناسى في ذلك حديث الحبيب النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم) : {لئن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خيرٌ له من أن يمس امرأة لا تحل له }
 
وقد أمرنا نحن كمسلمين أن نطبق تشريعنا الإسلامي من خلال ما ورد بالقران الكريم ومن سنة الحبيب النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قولا وفعلا وفي ذلك لنا خير بالدنيا والآخرة لأنه تشريع الباري عزوجل الذي وضع لمصلحة البشرية وقال الشيخ الألباني - رحمه الله
" وفي الحديث وعيد شديد لمن مسّ امرأة لا تحل له ، ففيه دليل على تحريم مصافحة النساء ؛ لأن ذلك مما يشمله المسّ دون شك ، وقد بلي بها كثير من المسلمين في هذا العصر ، وفيهم بعض أهل العلم ، ولو أنهم استنكروا ذلك بقلوبهم لهان الخطب بعض الشيء ، ولكنهم يستحلّون ذلك بشتى الطرق والتأويلات"
 
ولعل البعض لا يريد أن يصدق إن في المصافحة يحدث ما يثير الغرائز بدعوى أنها مجرد ملامسة لليد ولكن اليوم العلم يؤكد إن في المصافحة ما يثير الغرائز بين الجنسين قال علم التشريح : هناك خمسة ملايين خلية في الجسم تغطى السطح .. كل خلية من هذه الخلايا تنقل الأحاسيس فإذا لامس جسم الرجل جسم المرأة سرى بينهما اتصال يثير الشهوة.
 
وأضاف قائلا ( أي علماء علم التشريح ): حتى أحاسيس الشم ، فالشم قد ركب تركيبا يرتبط بأجهزة الشهوة فإذا أدرك الرجل أو المرأة شيئا من الرائحة سرى ذلك في أعصاب الشهوة ، وكذلك السماع وأجهزة السمع مرتبطة بأجهزة الشهوة فإذا سمع الرجل أو سمعت المرأة مناغمات من نوع معين كأن يحدث نوع من الكلام المتصل بهذه الأمور أو يكون لين في الكلام من المرأة فإن كله يترجم ويتحرك إلى أجهزة الشهوة.

 

ولنا هنا أن نذكر هذه القصة لنعتبر منها ففي احد بلادنا العربية هناك شاب ملتزم بتعاليم الإسلام ومبادئه وهو ناجح في عمله ومخلص ومتبوئ مكانة جيدة في إحدى المؤسسات وفي يوم عملت الوزارة التي يعمل فيها على اختيار الأكفاء في هذه الوزارة لاستقبال وفد من دولة أوربية برئاسة وزيرة من ذلك البلد الأوربي وحضر وفد الوزارة إلى المطار لاستقبال الوفد الأوربي برئاسة تلك الوزيرة وعندما نزلت إلى ارض المطار أخذت تصافح مضيفيها من المستقبلين وعندما وصلت لذلك الشاب امتنع بأدب عن مصافحة تلك الوزيرة ونظر إليه وزير الوزارة التي يعمل بها بغضب وتوعد , وفي المساء كانت هناك مأدبة عشاء على شرف الوفد الضيف وكان الوزير قد حرم ذلك الشاب من حضور المأدبة وكان هذا جزء بسيط من العقوبات التي ستفرض على ذلك الشاب , وعند المأدبة سالت الوزيرة الضيفة عن ذلك الشاب فأجابها الوزير المضيف انه حرم من الحضور إلى الدعوة نظرا لسوء تصرفه بعدم مصافحته للوزيرة الضيفة , فما كان من الوزيرة الضيفة أن قالت ( لو عندنا مثل هذا لأتمرنا بأمره ).

 

ويذكر الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي انه زار يوما بريطانيا والتقى هناك بالمسلمين والمسلمات وبعضهم عربي الأصل فسألته إحدى المسلمات العربيات أنها تخجل عندما يمد احدهم إليه يده ليصافحها فتمد يدها وتصافحه , فقال لها النابلسي نحن المرأة عندنا في الإسلام معززة وغالية ولا يمسها الشخص الأجنبي لغلاها عندنا , وقال لها إن ملكة بريطانيا إليزابيث لا يصافحها إلا سبع من الرجال وهم المقربين منها فقط نظرا لأنها ملكة وهذا من الاتكيت البريطاني , ونحن أيضا عندنا كل امرأة مسلمة هي ملكة لا يصافحها إلا محارمها , فيقول النابلسي إن تلك المرأة المسلمة أعجبها هذا الأمر وتمسكت بدينها ولم تعد تصافح الرجال لإحساسها إن هذا الأمر وضع لمصلحتها وإنها غالية ومكرمة لا يمكن أن يمسها كل من يريد بحجة المصافحة والاتكيت .

 

وبعد ذلك أتمنى لبناتنا ونساء الإسلام أن يتمسكن بديننا الذي شرع لمصلحتنا ولا تنساق وراء أفكار تريد أن تستبيح نسائنا بحجة المدنية والتطور تنكر على بناتنا عفتهم وحيائهم وعدم مصافحة الأجانب ولا تنكرها على البرتوكول والاتكيت البريطاني .