لعلي وأنا أطلع على ماأسموه " الإتكيت الدولي " وما يجب أن نتعامل به في داخل المجتمعات وفي بيوتنا , وجدت أن هذا الاتكيت يتغير من دولة إلى أخرى فهناك الاتكيت الألماني والفرنسي والأمريكي وهو يتغير ويتبدل بين الحين والأخر ..
والشعوب تحترم تقاليد واتكيت الشعوب الأخرى , فلماذا نحن المسلمين وللأسف البعض منا يتنصل من مبادئه والأخلاق والاتكيت الإسلامي بحجة موافقة التيار وما يدري أو تدري إنها بذلك تدخل إلى الابتعاد عن هويتها كمسلمة ولو احترمت ذاتها وقدرت قيمتها التي وضعها فيها الإسلام لأدركت أنها الدرة المصون التي أريد لها من خلال تشريعنا الإسلامي أن تبقى ملكة لا يمسها إلا من حلل الله لها , ولا أريد أن أطيل هنا ولكن لكثرة ما تحدث اليوم في مجتمعاتنا من مخالفات حرمها الشرع بدعوى الاتكيت يتطلب ذلك أو التحضر والتطور .
ولنا هنا أن نذكر هذه القصة لنعتبر منها ففي احد بلادنا العربية هناك شاب ملتزم بتعاليم الإسلام ومبادئه وهو ناجح في عمله ومخلص ومتبوئ مكانة جيدة في إحدى المؤسسات وفي يوم عملت الوزارة التي يعمل فيها على اختيار الأكفاء في هذه الوزارة لاستقبال وفد من دولة أوربية برئاسة وزيرة من ذلك البلد الأوربي وحضر وفد الوزارة إلى المطار لاستقبال الوفد الأوربي برئاسة تلك الوزيرة وعندما نزلت إلى ارض المطار أخذت تصافح مضيفيها من المستقبلين وعندما وصلت لذلك الشاب امتنع بأدب عن مصافحة تلك الوزيرة ونظر إليه وزير الوزارة التي يعمل بها بغضب وتوعد , وفي المساء كانت هناك مأدبة عشاء على شرف الوفد الضيف وكان الوزير قد حرم ذلك الشاب من حضور المأدبة وكان هذا جزء بسيط من العقوبات التي ستفرض على ذلك الشاب , وعند المأدبة سالت الوزيرة الضيفة عن ذلك الشاب فأجابها الوزير المضيف انه حرم من الحضور إلى الدعوة نظرا لسوء تصرفه بعدم مصافحته للوزيرة الضيفة , فما كان من الوزيرة الضيفة أن قالت ( لو عندنا مثل هذا لأتمرنا بأمره ).
ويذكر الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي انه زار يوما بريطانيا والتقى هناك بالمسلمين والمسلمات وبعضهم عربي الأصل فسألته إحدى المسلمات العربيات أنها تخجل عندما يمد احدهم إليه يده ليصافحها فتمد يدها وتصافحه , فقال لها النابلسي نحن المرأة عندنا في الإسلام معززة وغالية ولا يمسها الشخص الأجنبي لغلاها عندنا , وقال لها إن ملكة بريطانيا إليزابيث لا يصافحها إلا سبع من الرجال وهم المقربين منها فقط نظرا لأنها ملكة وهذا من الاتكيت البريطاني , ونحن أيضا عندنا كل امرأة مسلمة هي ملكة لا يصافحها إلا محارمها , فيقول النابلسي إن تلك المرأة المسلمة أعجبها هذا الأمر وتمسكت بدينها ولم تعد تصافح الرجال لإحساسها إن هذا الأمر وضع لمصلحتها وإنها غالية ومكرمة لا يمكن أن يمسها كل من يريد بحجة المصافحة والاتكيت .