24 محرم 1430

السؤال

السلام عليكم
هل الذي ينظر إلى المواقع الإباحية بعد أن غلبته شهوته يعد عمل كبيرة لأنه أصر على صغيرة؟

أجاب عنها:
إبراهيم الأزرق

الجواب

أخي الكريم..
سواء رأيت أن هذا الفعل معصية من كبائر الذنوب أو معصية من صغائر الذنوب فالواجب واحد وهو اجتناب معصية الله، والتزام أمر الله، قال الله تعالى: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) (الحج: من الآية30)، وقال سبحانه: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: من الآية63)، والفتة التي لحقت كثيراً ممن أطلقوا عنان النظر فيما حرم الله بادية، وأخبار أهلها مسطورة في الكتب منذ العهود الأولى، ولعل الجرائم والفتنة الناجمة اليوم جراء إطلاق النظر في المواقع الإباحية لا تقل عن الفتن التي لحقت كثيراً ممن أطلقوا النظر قديماً، بل ربما زادت عنها، وقد شهدت دراسات الغربيين وإحصائياتهم بأثر المواقع الإباحية على معدلات الجريمة الخُلُقية فكيف إذا أضفت إليها الجرائم الكبار والصغار التي لا يعدونا جرائم!!
ثم هب المرء لم تقده تلك المواقع الإباحية إلى فتنة مع إصراره على النظر إليها أفيسره أن يلقى الله بذلك الذنب؟
أخي الكريم.. لا تنظر إلى صغر المعصية – إن كانت صغيرة – ولكن انظر إلى عظمة من عصيت، وتذكر ما يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه من قوله: "المؤمن يرى ذنوبه كأنها جبل يريد أن يسقط عليه، والمنافق يرى ذنوبه كأنها ذباباً قال به هكذا فطار".
وتأمل حال عباد الله الموفقين المستكثرين من الطاعات الباذلين للخير وكيف وصفوا، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) (المؤمنون:60)، قالت عائشة رضي الله عنها: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق! ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يُقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون(1).
فهذه هي حال عباد الله الموفقين، أما المحروم فهو الذي يطيع نفسه الأمارة بالسوء ويتبع هواه ومثل هذا يخشى عليه من الزيغ والعياذ بالله، وقد قال الله: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (الصف: من الآية5).

_______________
(1) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3115).