أنت هنا

12 ذو القعدة 1429
المسلم ـ وكالات:




كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني أن الضربات العسكرية التي نفذتها القوات الأميركية الخاصة في كل من باكستان وسوريا والصومال منذ عام 2004 تمت ضمن خطة سرية وضعتها وزارة الدفاع "البنتاجون" لشن هجمات ضد تنظيم القاعدة وجماعات أخرى تصفها بالمتشددة في أي مكان بالعالم.

ونفذت القوات حوالى 10 عمليات سرية في إطار الصلاحيات الواسعة التي منحهم إياها الرئيس الأميركي جورج بوش. ولم تتضمن العمليات العسكرية إيران، باستثناء بعض طلعات التجسس التي نفذت بناءا على أوامر رئاسية.

ونقلت الصحيفة عن 6 مسؤولين أميركيين كبار في الجيش والاستخبارات والدوائر السياسية لم تكشف عن هويتهم أن تلك الصلاحيات وردت في أمر سري وقعه وزير الدفاع السابق دونالد رامسفلد في مطلع 2004 بموافقة بوش. وذكرت أن الأمر سمح للجيش بمهاجمة تنظيم القاعدة وغيره من الأهداف التي تعتبر عدائية في أي مكان في العالم حتى في الدول التي لا تدخل مع الولايات المتحدة في حرب. وطبقا للأمر السري، يتم تنفيذ العمليات العسكرية دون ضرورة الحصول على موافقة إضافية من أي جهة.

وذكرت الصحيفة أن الأمر الصادر في 2004 يحدد 15 إلى 20 بلدا من بينها سوريا وباكستان واليمن والسعودية وعدد آخر من دول الخليج يعتقد أن القاعدة لجأت إليها أو تنشط فيها.

وبموجب هذه الصلاحيات قامت قوات البحرية الأمريكية بشن غارة على موقع اشتبهت في أنه مجمع للمقاومة الإسلامية في منطقة باجور في باكستان عام 2006، بحسب تصريحات مسؤول بارز سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه".

وتمكن المخططون العسكريون الأميركيون من مشاهدة الهجوم بأكمله لحظة حدوثه في مقر الـ"سي آي إيه" في فيرجينيا من خلال كاميرات جهزت بها طائرات بدون طيار كانت قد أرسلت إلى المنطقة لشن الهجوم.

كما أشارت الصحيفة إلى مسئولية البنتاجون عن الغارة التي ضربت قرية باكستانية وأودت بحياة 20 مدنيا في 3 سبتمبر الماضي.

ومن بين العمليات العسكرية الأمريكية أيضا قيام وحدة "تاسك فورس 88" الأمريكية بالتعاون مع القوات الإثيوبية خلال اجتياحها الصومال نهاية عام 2006 لإسقاط المحاكم الإسلامية التي كانت تسيطر على مقديشو. وفي 7 يناير 2007 شنت القوات الأمريكية غارة على قرية صيد الصومالية النائية بالقرب من الحدود الكينية بزعم وجود قياديين "إرهابيين" بها.

ولم تكن الغارة الأمريكية التي استهدفت منطقة أبوكمال السورية في 26 أكتوبر الماضي وأودت بحياة 8 مدنيين، هي الأولى التي تنفذها القوات الخاصة الأمريكية، فقد أشارت الصحيفة إلى أن عمليات أخرى على الحدود السورية العراقية تمت إبان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بهدف منع دخول مسلحين "متشددين" من سوريا للعراق.

ولم ترد معلومات عن باقي الضربات العسكرية السرية إلا أن مسؤولين أوضحوا أن قائمة الأهداف لم تتضمن إيران. لكن الصحيفة ذكرت أن القوات الأميركية قامت بعدة طلعات تجسس في إيران بناء على أوامر رئاسية أخرى صدرت إليها.

وأرجعت المصادر العسكرية عدم استهداف إيران خلال الفترة الماضية إلى أن "التعامل مع إيران ربما يتطلب خطة منفصلة".

وألغيت حوالى 12 عملية إضافية خلال السنوات الأربع الماضية بعدما اعتبر أن فيها مخاطرة كبيرة وأنها يمكن أن تفجر الوضع دبلوماسيا أو تستند إلى أدلة غير كافية، وفقا للصحيفة.

وقبل الأمر الذي صدر في 2004 كان يتعين على البنتاجون الحصول على موافقة على المهام التي يقوم بها حالة بحالة، وهو ما كان يتطلب أياما. لكن رامسفلد لم يكن راضيا عن الوضع وضغط بشدة للسماح باستخدام القوة العسكرية بشكل تلقائي خارج مناطق القتال في العراق وأفغانستان، وهو ما تم إقراره بالفعل.