7 محرم 1430

السؤال

أنا ادعو الى الله عن طريق النت..في المنتديات الاسلامية..ودائما اسمع عن الشات..ومافيه..
ومما سمعت ممن حولي انه بيئة موبوءة..ومنذ ان سمعت بهذا..وأنا اشتاق للدعوة في هذا المكان
فهم بحاجة الى التذكير بالله أكثر من غيرهم..وأنا متأكدة أن كل مسلم فيه الخير..فقط يحتاج لمن يعينه ويرشده...
لكن اهلي يرفضون ذلك..فوجودي في الشات ولو من اجل الدعوة مرفوض تماما..رغم وضعي ضوابط لنفسي تبعدني بإذن الله عن المزالق الخطيرة
فما رأيكم بارك الله فيكم؟!

أجاب عنها:
أسماء عبدالرازق

الجواب

أختي الكريمة شكر الله لك حرصك على الخير واهتمامك بالدعوة لدينه، ووفقك لما يحب ويرضى.
أختي الفاضلة ما أحوج النساء لمن تصبر على أمرهن بالمعروف، ونهيهن عن المنكر، وتعليمهن أمور دينهن، ولو أنك سخرت جهدك ووقتك للدعوة في منتديات النساء العامة، وفي الاجتماعات الأسرية وفي غيرها من الأماكن لسددت ثغرة عظيمة، وربما تسبب ذلك في عصمتهن وعصمة من يعُلن من الأبناء والبنات من موارد الهلكة والفساد مثل غرف الدردشة وغيرها. كثير من الأمهات يجهلن ما يجري في هذه الغرف لذا يسمحن لأبنائهن وبناتهن بقضاء أوقاتهم فيها، كما أن كثيراً من الفتيات قد يدخلنها من باب الفضول، وأحياناً بدوافع طيبة لكن ينتهي بهم الأمر إلى الضياع، فليكن التحذير من خطرها وضررها أحد همومك.
أما الدعوة العامة فإنما أناطها الله بالرسل الذين اختارهم رجالاً لأسباب كثيرة؛ منها ما قد يعرض لهم من المخالفين فخير للرجال أن يتولى شأن دعوتهم رجال على شاكلتهم ولا يحسن أن تدخل المرأة في دعوة هؤلاء إلاّ في نطاق ضيق مع الأهل والمحارم ونحوهم بضوابط، ولاسيما أنها تتعامل في كثير من الأحيان مع فسقة وفي أحسن الأحوال مع مجاهيل لا تدري ما دينهم أصلاً، ولا نوع الأذى الذي يمكن أن يلحقونه بها لاسيما مع تفنن بعضهم في برامج التجسس والتتبع لمستخدمي غرف الحوار هذا كله من جهة، ومن جهة أخرى غرف الدردشة والحوار ليست مكاناً ملائماً للدعوة بطريق تعليق آية أو حديث ثم الانصراف وذلك لأن الكتابة المعلقة تختفي من الشاشة بسرعة وتضيع وسط ركام الكلام الفارغ المعلق في أقل من دقيقة، كما أنك قد تسمعين كلمة جارحة، وسترين أمامك منكرات لا تستطيعين إنكارها ولا التقليل منها، ومثل هذه المجالس أمرنا بمفارقتها وعدم الجلوس فيها. وطريق الدعوة الصحيح أن تكتبي المقالات والنصائح في أماكن لائقة كالمنتديات المحترمة والمواقع النافعة أما تلك الغرف فتحتاج إلى محتسب يوطن نفسه على سماع ما فيها والرد على ما يقال والنظر فيما قيل عن تعليقه وقد يدخل في مناقشات وهذا لا يليق بك أختي المسلمة ولا يناسبك.
فأطيعي والديك، واجعلي لضحايا غرف الدردشة وغيرهم ممن ضل من أبناء المسلمين من دعائك نصيب، وليحفظك الله ويرعاك، ويبارك في جهدك وعملك.