4 ذو القعدة 1429

السؤال

ما مدى حق البنت التي تسكن مع أبيها، من النفقة والسكنى وما ضوابط عمل المرأة في الخارج ؟

أجاب عنها:
سليمان الأصقه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
حقها هو النفقة بالمعروف لما تحتاج إليه من مأكل ومشرب وملبس ونحوها مما تحتاج إليه وبحسب يسر الأب وعسره، قال تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق:7)، وقال تعالى: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة: من الآية233)، وعند الاختلاف يقدر ذلك الحاكم الشرعي.
ضوابط عمل المرأة في الخارج:
إن كان المراد خارج البلاد الإسلامية وعلى سبيل المثال المملكة العربية السعودية فتسافر المرأة إلى خارج البلاد الإسلامية إلى الغرب – أوروبا والأمريكتين – أو أستراليا ونيوزيلندا ونحوها من البلاد فلذلك ضوابط أهمها ما يلي:
الأول: أن تدعو الحاجة إلى ذلك كأن تكون المرأة مع زوجها أو والدها الذي يعمل في الخارج ويكون هناك حاجة لأن تعمل ونحو ذلك.
الثاني: أن يكون سفرها مع ذي محرم كزوجها أو أبيها أو أخيها لأن سفرها بلا مَحْرَم مُحَرَّم، قال صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم" الحديث أخرجه البخاري برقم 1862، ومسلم برقم 1341 من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
الثالث: أن تلتزم بحجابها الشرعي وهي في الخارج وفي عملها ومن ذلك عدم اختلاطها بالرجال أو الخلوة بهم أو الخضوع بالقول معهم، قال صلى الله عليه وسلم: ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم"، وقال: "لا يخلون رجل بامرأة إلا مع ذي محرم" سبق تخريجه، وقال تعالى: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى...) (الأحزاب: 32-33)، وكلما كانت المرأة أبعد عن الرجال الأجانب فإنه أطهر لقلبها وقلب الرجل، قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب: من الآية53)، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.