2 ذو الحجه 1429

السؤال

أنا شاب أرجو ثواب الله وأخشى عقابه، وأرجو اليوم الآخر لقد ابتليت بالنظر إلى المومسات ولا احد يعلم بذلك إلا الله وحده سبحانه، و كلما نظرت إليهن أشعر بذنب وقسوة القلب، وأعود إلى الله عز وجل وأتوضأ وأصلي لله ركعتين عل الله يتوب علي، ولكنني سرعان ما أعود إلى ذلك الذنب مرة أخرى و هكذا...مع العلم أنني لم أستطع الزواج لظروف الحياة، فما النصيحة في ذلك وجزاكم الله الخير كله.

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أسأل الله تعالى أن يحفظ عليك دينك وأمانتك، وأن يرزقنا وإياك الصبر والعفاف والتقى، وأشكرك على ثقتك في موقع المسلم وندعو الله تعالى لك بالرشاد.
أخي الكريم من رسالتك يتضح أنك شاب على خير فحيرتك وتوبتك ورجوعك ثم توبتك وحرصك على البحث عن وسائل تبعدك عما ابتليت به دليل على يقظة قلبك وصحة إيمانك وسلامة قصدك، ولعل ما تذكره من بلاء قد انتشر وعم واستخدم مروجوه كل وسائل الإيقاع بالشباب واستنفار طاقاتهم وعدوهم وعتادهم ووسائلهم وأموالهم وجهدهم في تحطيم قدرات الشباب وإهلاك قواهم وقتل نفوسهم ووأد طموحاتهم ودفن آمالهم ونسف أحلامهم فاعلم أنك مقصود، نعم أنت مقصود بعينك وكل شباب الأمة مقصود ومستهدف لأن في إهلاك الشباب إهلاك الأمة، وفي ضعف وخور الشباب ضعف تقدمها، يريد أعداء الله ومروجو الفتنة إطفاء نور الله تعالى في الأرض ولكنهم لن يستطيعوا لأن الله تعالى يقول: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون)، فاعرف عدوك وواجهه بصمودك وثباتك وقوة إيمانك وصدق عزيمتك بشجاعة الفرسان، وبسالة الأبطال قاوم وقف وقل لا لن أخون أمانتي التي حملنيها رب العالمين، وأكثر من الدعاء والوقوف بين يدي الله تعالى والتضرع إليه بأن يصرف عنك السوء والفحشاء، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها فجدد التوبة واشغل نفسك ووقتك بالأعمال والهوايات التي تحبها ولا تجعل لديك وقت تجلس فيه أمام جهاز الحاسب وأغلق الإنترنت وابتعد عن التلفاز أطول فترة ممكنة واجعل لنفسك أعمالاً وأهدافاً تشغلك ولا يكون لديك أي وقت فراغ، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم أنك على خير ما دمت مع الله لأنه يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا) ويقول: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)، اثبت وقاوم فالرجال يعرفون بصمودهم، والله معك.