16 ذو الحجه 1429

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تخرجت من الجامعة بشهادة البكالوريس-هندسة- و لكن أواجه إشكالية في إختيار الوظيفة تكمن في التالي :
الشركات - شركات البترول -التي أكسب منها خبرة عالية ، تعج بالمعاصي مثل الإختلاط و الذهاب بكثرة إلى بلاد الكفرعلما اني ربما استطيع تلافي بعض المنكرات و لكن لن أستطيع تلافيها كلها
جزاكم الله خيرا

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نشكرك على ثقتك في موقع المسلم ونسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد، كما نبارك لك تخرجك وندعو الله تعالى أن يجعل ذلك لك عوناً على طاعته وأن يرزقك العمل الصالح في الدنيا ولا يحرمنا وإياكم الأجر في الآخرة.
وتعلم أخي الكريم أن رضا الله تعالى هو الغاية، ولا رضى لله تعالى بمعصيته، وأن معظم أهل النار من مستصغري الشرر، فإن كانت غاية المؤمن هي طاعة الله تعالى وعبادته فلتكن في عبادته وسلوكه وقوله وعمله، ولا تُبتغى مرضاة الله تعالى بمعصيته، والله تعالى يقول: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، ويقول جل وعلا: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)، وتعلم كذلك أن من ترك شيئاً لله عوضه الله عز وجل خيراً منه.
وهذا لا يعني ترك الأماكن الفاضلة أو المفضلة لغير المسلمين أو لغير الملتزمين لاستغلالها وإبعاد أهل الخير والصلاح عنها حتى إذا ما جاءت الحاجة إليها وجدنا من يتقنها ويتحكم فيها هم أهل الزيغ والضلال ، ولكن علينا في نفس الوقت أن نعلم قدراتنا ونوقن بإمكاناتنا، ووجود بعض المنكرات في مكان العمل الذي ترى أنه مناسب لك ولدينك ووطنك لا يعني الابتعاد عنه بل الدخول إليه والعمل على إصلاحه ما دام ذلك ممكنا، فإن علمت أن هذا لا يمكن تغييره سواء بقوة النظام أو بعدم وجود سلطان لك على التغيير وسوف يؤثر هذا على دينك وإيمانك فاتركه لله تعالى وابتغاء مرضاته، ولكن عليك أن تحاول الدخول إلى كل عمل يمكنك من خلاله نفع دينك وأمتك وتصحيح ما فيه من خلل أو منكرات، وعلينا أن لا نترك المواقع المهمة والحساسة لأولئك الذين يعيثون في الأرض فسادا، ومن المهم أن تكون دعوتنا بالحسنى والكلمة الطيبة والسلوك السوي الحس (وجادلهم بالتي هي أحسن)، (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا) وأنت أعلم بنفسك وقدراتها وتحملها واحذر من الانخراط بحجة الإصلاح ولتكن واثقاً من نفسك على التغيير ولتكن تقوى الله هدفك ورضاه غايتك، والله معك.