قتل أطفال اللاجئين ببطء
18 ذو الحجه 1439
خالد مصطفى

لازالت مأساة اللاجئين ومعظمهم من المسلمين تتصاعد بشدة جراء ازدواجية المعايير الغربية وتنامي المد اليميني المتطرف الذي يكره المسلمين ويعتبر أوروبا "قارة مسيحية", على حد زعمه ..

 

أزمة اللاجئين لا يبدو أنها ستنفرج عن قريب وسط تدهور شديد في أوضاعهم وأوضاع أطفالهم في المعسكرات التي يعيشون فيها في بعض الدول الأوروبية؛ فقد أكدت منظمات حقوقية أن مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية يعاني فيه الأطفال من عنف خطير، وزحام وظروف صحية مروعة، وأشارت إلى أن أطفالا صغارا، قد لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، يحاولون الانتحار... تقول سارة خان من أفغانستان: "نحن مستعدون دوما للفرار، على مدار 24 ساعة يوميا أطفالنا مستعدون"...

 

وتشرح سارة كيف تقضي عائلاتها طوال النهار وقوفا في طوابير، من أجل الحصول على الطعام في المعسكر، وطوال الليل مستعدين للفرار، خوفا من الشجارات التي تندلع باستمرار....

 

وأفادت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية بأن المكان تفوح منه رائحة مياه الصرف الصحي، وهناك مرحاض واحد يخدم كل 70 شخصا، ويعيش بعض الناس في كبائن متنقلة، لكن ينتشر بينها خيام وأغطية من المشمع، بمثابة منازل للأشخاص الذين لم يستطيعوا الحصول على أية مساحة رسمية للعيش فيها,وتأوي إحدى الخيام على سبيل المثال 4 عائلات، مجموع أفرادهم 17 شخصا,ويوجد حاليا أكثر من 8 آلاف شخص، محشورين في مخيم موريا، الذي كان مخططا له أن يأوي 2000 شخص فقط...

 

وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد طالبت بـ"حل أوروبي طويل الأمد" لمشكلة اللاجئين...وأعربت المفوضية، في بيان، عن ارتياحها لتسوية أزمة السفينة "ديتشوتي"، التي كانت تحمل لاجئين، وظلت راسية لعدة أيام في ميناء مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية، أقصى جنوبي إيطاليا، قبل السماح بنزول هؤلاء اللاجئين إلى الميناء...

 

ودعت المفوضية أوروبا مجدًدا إلى وضع إجراءات من أجل عمليات إنزال لائقة للأشخاص الذين يتم إنقاذهم أثناء محاولتهم الوصول إلى القارة الأوروبية عبر البحر.

 

وقال المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، عبر البيان ذاته، إن أزمة السفينة "ديتشوتي"، التي كانت تقل عشرات المهاجرين الذين أنقذتهم سفينة خفر سواحل إيطالية في 16 أغسطس/آب "ينبغي أن يكون بمثابة إنذار"...

 

وأضاف غراندي: "تم حل وضع ديتشوتي الآن، ولكن ماذا يحدث في المرة المقبلة؟ نحن بحاجة إلى نهج أوروبي تعاوني وموثوق به تجاه الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر"...

 

هذه المأساة الكبيرة التي يعيش فيها اللاجئون تؤثر بشد عليهم وعلى أطفالهم بشكل أكبر حيث أصابتهم العديد من الأمراض النفسية وتعرضوا لانتهاكات بشعة سواء وهم في رحلة الهروب أو عند وصولهم إلى بعض الدول الأوروبية التي لا تكفل لهم الرعاية المناسبة في ظل عدم رغبة الكثير من الدول في استقبالهم ومحاولة ترحيلهم بالقوة تحت ذرائع واهية...إن ما يجري في حق اللاجئين هو قتل بطيء لهم بعد فرارهم من القتل السريع في بلادهم.. فهل هذا ما يخطط له الغرب لحل أزمتهم؟!