أنت هنا

30 ذو القعدة 1439
المسلم ـ متابعات

نشر رئيس سابق بشرطة العاصمة البريطانية لندن، مقالا في صحيفة غارديان، للرد على التصريحات المستفزة التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون مهاجمًا فيها النقاب.

 

وكتب "دال بابو"، في مقاله: إنه خلال عمله شاهد كيف تزداد جرائم الكراهية عندما يصدر السياسيون أحكاما عن المجتمع المسلم.

 

ويحكي بابو أنه بعد 30 عاما في الخدمة التي كان يضطر خلالها لمواجهة أشكال من العنصرية من داخل وخارج جهاز الأمن، وأنه عندما التحق بالخدمة عام 1983 كان باستطاعته حصر عدد الضباط الذين لم يدلوا بتصريحات عنصرية على أصابع اليد الواحدة. وعند تقاعده لم يحدث استخدام علني للعبارات الإيجابية والسلبية، لكن استمرت التعليقات السلبية عن المجتمع المسلم.

 

وردا على ذلك أنشأ "الرابطة الوطنية للشرطة الإسلامية" جزئيا لتعزيز التفاهم في دائرة الشرطة، ولكن مثل هذه اللغة استمرت في المجتمع الأوسع أيضا.

 

واعتبر بابو تصريحات جونسون بتشبيهه مرتديات النقاب بـ "صناديق البريد" ومقارنتهن بـ "لصوص البنوك الملثمين" تصريحات عنصرية وأنها من المحتمل أن تثير العنف ضد النساء المسلمات، وهذا ما أدركه حزب المحافظين من خطورة هذه الحادثة ببدء تحقيق في هذا التصرف.

 

ومن واقع خبرته بالعمل في لندن وتحديدا في هارو (أحد أكثر الأحياء المتنوعة دينيا في البلاد) وفي تاور هاملتس، يروى بابو أن النساء في هاتين الضاحيتين "ضحايا سهلة" للمتعصبين العنصريين.

 

ويقول إن عام 2006 وردت فيه تقارير عن أمهات شابات يرتدين الحجاب وقد بصق عليهن بلطجية عنصريون وهم يصرخون فيهم "أظهروا وجوهكم الباكستانية" ومع ذلك لم يبلغن عن هذه الجريمة لأنهن كن يفتقدن الثقة في الشرطة، وكانت هذه الحادثة بعد تصريحات وزير الخارجية وقتها جاك سترو حول عدم رغبته في رؤية نساء يرتدين النقاب في دائرته الانتخابية.

 

وأشارت صحيفة غارديان إلى أن عدد جرائم الكراهية التي تمر دون بلاغ كل عام يصل إلى 170 ألفا، وقد أظهرت معلومات من الشرطة في أنحاء إنجلترا وويلز تسجيل 80400 جريمة كراهية عام 2016/2017 بزيادة 29% عن العام السابق. وقد بلغت غالبية الجرائم التي دوافعها عنصرية نحو 78%.
وأكد بابو أنه عندما يدلي السياسيون بتصريحات عن المجتمع المسلم تزداد الهجمات المعادية للمسلمين.