بشار يخرج لسانه للعالم.. الاعتراف بقتل السوريين ليس خبراً
24 ذو القعدة 1439
مهند الخليل

رغم جميع الجرائم الفظيعة، لم يشبع قتلة الشعب السوري من التشفي به.

 

هي المرة الأولى في العصر الحديث، التي ينحدر العالم بها إلى قعر الخزي حيث يتلذذ المجتمع الدولي بحفلة الإبادة الجماعية الجارية في سوريا منذ سبع سنوات. انتقل الكبار من عدم المبالاة المصطنعة في البداية إلى الجهر بساديتهم ومشاركتهم في توفير حماية للمجرمين ليس لها سابقة!!

 

تآمر العالم من قبل على مسلمي البوسنة وتعامى عن مذابح رواندا .. لكنه في لحظة معينة ساق القتلة إلى محاكم دولية.. أما في سوريا  فقد أثبت العالم أنه كان أكبر شريك في محرقة أسفرت عن همجيتها منذ اليوم الأول تحت شعار: الأسد أو نحرق البلد!! بل إن البشرية المتقيحة تجاوزت هؤلاء القتلة الآليين فحققت الشرين معاً: إحراق البلد وإبقاء الأسد!

 

التبييض الأسود

بعد أن نجحت وحشية روسيا في إنقاذ رقبة النظام السورية تلبية لطلب " إسرائيلي"، وبدأت عملية إعادة تلميعه كسابقة لتأهيل ديكتاتور موصوف رسمياً كمجرم حرب؛ بدأ النظام يمارس مزيداً من ساديته الانتقامية من السوريين الذين لم يهلكوا ببراميله .

 

قام النظام  بإرسال لوائح إلى السجل المدني تتضمن شهادات وفاة لمواطنين معتقلين منذ بداية الثورة، واعتبروا في عداد “المختفين قسريًا”، وذلك لتبييض السجون بطريقة همجية واستفزازية .

 

 

هذه اللوائح ضمت أسماء معتقلين ماتوا تحت التعذيب في سجون النظام منذ أكثر من أربعة أعوام، في إشارة جلية على مسعاه إلى تصفية أكبر قدر من المعتقلين وإخراج شهادات وفاة لهم.

 

وقد أطلق ناشطون سوريون وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان #تحت_التعذيب_ لتسليط الضوء على قضية المعتقلين والمختفين قسرياً بعد إعلان النظام عن قوائم جديدة بأسماء المعتقلين الذين قضوا في السجون والمعتقلات.

 

 

وفور إطلاق الهاشتاغ تفاعل معه عدد كبير من ناشطي الثورة السورية، خاصة أن قضية المعتقلين والمغيبين قسرياً والكشف عن مصيرهم وإنهاء معاناتهم تعتبر من القضايا التي تحظى بإجماع معظم معارضي النظام السوري منذ عهد الأسد الأب إلى الآن.

 

 

وتنوعت التغريدات التي أطلقها ناشطو الثورة بين الترحم على أرواح ضحايا سجون نظام الأسد والدعوة لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة، فيما وصف البعض ما يحدث بأنه جريمة العصر.

 

وفي المقابل حملت بعض التغريدات النظام الدولي مسؤولية سكوته عن هذه الجريمة، التي وصفها بعضهم بأنها" هولوكوست" المعتقلين السوريين.

 

ملف شامل
ونشر مركز الشرق العربي ملفاً متكاملاً عن هذه القضية المؤلمة، تضمن توثيقاً للأخبار والوقائع والأرقام والشهادات، وعرض دعوات عديدة لإيقاظ الضمير الإنساني الميت ..

 

واحتوى الملف على 34 مادة إعلامية مختارة، من بينها:
- مدينة داريا بريف دمشق تتسلم قائمة ب 1000 معتقل قضوا تحت التعذيب في سجون النظام السوري
- بعد معتقلي داريا.. المخابرات الجوية ترسل اسم 550 شخص قضوا تحت التعذيب إلى حلب
- العزاء ممنوع .. على أهالي معتقلين ماتوا جراء التعذيب بسجون الأسد.. النظام يهددهم بالاعتقال
- النظام يصدر قوائم موت جديدة في حلب والحسكة وريف دمشق
- سوريون يتهمون العالم بخذلان المعتقلين
- مجموعة العمل من اجل فلسطيني سورية : 3839 لاجئاً فلسطينياً قضوا في سورية منذ 2011