نتنياهو يفضح "أنظمة الممانعة"
2 ذو القعدة 1439
خالد مصطفى

فضح رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو في تصريحات أخيرة ما يسمى بـ "أنظمة الممانعة" وهي الأنظمة التي تزعم أنها تعادي الكيان الصهيوني مثل نظام بشار الأسد وإيران و"حزب الله" اللبناني؛ فقد أكد نتنياهو، عدم وجود "مشكلة" بين بلاده ونظام الرئيس السوري بشار الأسد...

 

ونقلت صحيفة" هآرتس" على موقعها الإلكتروني عن نتنياهو قوله للصحفيين قبيل مغادرته العاصمة الروسية موسكو: " ليست لدينا مشكلة مع نظام الأسد فعلى مدى 40 عاما لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من مرتفعات الجولان"...

 

وقال نتنياهو إن "إسرائيل لا تعارض إعادة الرئيس السوري بشار الأسد سيطرته على سوريا واستقرار قوة نظامه، ولكن إسرائيل ستتحرك عند الضرورة وكما فعلت في الماضي لحماية حدودها ضد أي تحرك عسكري سوري ", على حد وصفه...

 

هذه التصريحات الواضحة من رئيس الوزراء الصهيوني تكشف حقيقة متاجرة هذه الأنظمة بقضية فلسطين والادعاء بأنها تقاوم الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية في حين أن هذه الأنظمة لم تطلق رصاصة واحدة من الجولان المجتل طوال أربعين عاما ولم نشاهد إيران التي أرسلت آلاف الجنود ومليارات الدولارات لنظام الأسد لقمع الثورة الشعبية في سوريا لم نشاهدها توجه صاروخا واحدا إلى الاحتلال في الجولان رغم أنها تمد الحوثيين بمئات الصواريخ لضرب الأراضي العربية من اليمن..

 

كما أن نظام بشار الأسد ومن قبله نظام والده حافظ الأسد حرصا أيما حرص على بقاء منطقة الجولان خالية من أي مقاومة حقيقية ضد الاحتلال الصهيوني رغم مرور عشرات السنين على اغتصاب الجولان من قبل الكيان الصهيوني وتفرغا تماما من أجل بناء قوة عسكرية ضخمة من أجل البقاء أطول فترة ممكنة على كرسي السلطة وقاما بقمع الشعب عدة مرات بطريقة وحشية بحجة الحفاظ على الاستقرار ومواجهة "العدو الصهيوني " وهو ما لم يتم حتى هذه اللحظة بل يخرج رئيس وزراء هذا العدو ليؤكد أنه غير خائف من وجود قوات الأسد على الحدود..لقد سقطت الأقنعة الزائفة التي وضعها الأسد وحلفاؤه طوال سنوات طويلة وتاجروا فيها بشعارات "الممانعة والعروبة والقومية" للضحك على البسطاء ومع ذلك لا زلنا نرى بعض الإعلاميين الموالين لنظام الأسد يخرجون علينا ليرددوا نفس هذه الشعارات الجوفاء...

 

لقد فشل حزب الله المدعوم من إيران, والذي يردد نفس شعارات نظام الأسد, حتى هذه اللحظة في تحرير كامل التراب اللبناني وقبل بوجود اتفاقية لوقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني وبوجود قوات دولية تفصل بينه وبين الاحتلال, ولم يغامر في أي لحظة بالدخول إلى سوريا لاستعادة الجولان ولكن عندما قامت الثورة الشعبية ضد نظام الأسد دخل بالآلاف من عناصره لقمعها وقتل وشرد وانتهك حرمات المدنيين السوريين الأبرياء في حين أنه لم يجرؤ على تنفيذ عمليات ضد الاحتلال الصهيوني حتى بعد استعادة نظام الأسد لمعظم المنطقة الحدودية..

 

إن الخوف الحقيقي الذي اعترى الاحتلال كان الخوف من سقوط نظام الأسد لذا حرص هو والقوى الغربية الموالية له على بقائه رغم جرائمه الوحشية وهذا ما يفسر التركيز على "محاربة داعش" والرضا بالتعامل مع نظام الأسد والقبول ببقائه في الحكم.