الأمم المتحدة تبيع الروهينغيا
19 شوال 1439
خالد مصطفى

تسعى الأمم المتحدة لإنهاء أزمة المسلمين الروهينغيا, ليس بالتوصل لحلول مشروعة مع حكومة ميانمار تكفل للروهينغيا حقوقهم ولكن بسرعة إعادتهم إلى بلادهم دون ضمانات حقيقية من أجل إخفاء قضيتهم عن أعين الإعلام بأي طريقة بعد التعاطف الكبير الذي حصلوا عليه..

 

وقد أدى هذا التعاطف إلى ضغوط كبيرة على الدول الكبرى والمؤسسات الدولية التي تريد ذر الرماد في الأعين وتسكين الغضب الشعبي والإعلامي..وقد أكد هذا الأمر التقرير الذي  نشرته وكالة رويترز مؤخرا وأشارت فيه إلى أن اللاجئين الروهينغيا العائدين إلى ميانمار لن يحصلوا على ضمانات صريحة بمنحهم الجنسية أو حرية الحركة في البلاد وذلك بموجب اتفاق سري بين الحكومة والأمم المتحدة...

 

وأوضحت أن الأمم المتحدة عقدت اتفاقا مبدئيا مع ميانمار في نهاية مايو بهدف السماح لمئات الآلاف من المسلمين الروهينغيا الذين فروا إلى بنغلاديش بالعودة طواعية وبأمان إلى ميانمار لكنها لم تعلن تفاصيل الاتفاق...وذكرت وكالة رويترز أنها اطلعت على نسخة من مذكرة التفاهم المتفق عليها بين الأمم المتحدة وسلطات ميانمار. وتم تسريب المسودة أيضا على الإنترنت...

 

وكانت الجنسية وحقوق اللاجئين العائدين إلى ميانمار من نقاط الخلاف الرئيسية أثناء المفاوضات بشأن الاتفاق على السماح باستئناف دخول وكالات الأمم المتحدة إلى ولاية راخين المضطربة بعدما مُنعت من ذلك منذ أغسطس الماضي...وتنص مذكرة التفاهم على أن ”العائدين سيتمتعون بحرية الحركة مثل سائر مواطني ميانمار في ولاية راخين بموجب القوانين والقواعد المعمول بها“...لكن النص الذي اطلعت عليه رويترز لا يكفل حرية الحركة خارج حدود ولاية راخين أو تعديل القوانين والقواعد التي تمنع الروهينغيا في الوقت الراهن من التنقل بحرية...ويقول زعماء الروهينغيا وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان: إن الاتفاق لا يضمن الحقوق الأساسية للروهينغيا الذين فر نحو 700 ألف منهم إثر حملة عسكرية ضدهم...

 

في نفس الوقت اعترفت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام بأن الضغوط التي تمارس على حكومة ميانمار غير كافية لحل أزمة الروهينغيا وطالب الأمين العام  بممارسة المزيد من الضغط على ميانمار , وقال إحسان الكريم، السكرتير الإعلامي لرئيسة الوزراء البنغالية: "غوتيريش قال إنه لابد من وجود المزيد من الضغوط على ميانمار حتى يفهموا (المسؤولون في ميانمار) أن عليهم حل تلك القضية (أزمة الروهينغيا)"...

 

إن الأمم المتحدة اكتفت حتى هذه اللحظة بالتأكديد على حقوق الروهينغيا ولكن دون اتخاذ أي إجراءات رادعة من أجل إجبار حكومة ميانمار على فعل ذلك..وقد منحت الأمم المتحدة وقتا طويلا لحكومة ميانمار من أجل تقديم حلول عملية للأزمة دون تحقيق أي تقدم يذكر حتى الآن في حين تستمر أزمة الروهينغيا الإنسانية تتصاعد بشدة وسط ظروف معيشية غاية في الصعوبة تعرضهم للموت البطيء داخل مخيمات النازحين في بنغلاديش..

 

الآن تريد الأمم المتحدة التوصل لاتفاق يتضمن بيع الروهينغيا للنظام المستبد في ميانمار وتنظيف صورته بالباطل.