أنت هنا

10 شوال 1439
المسلم ــ متابعات

أظهرت استطلاعات الرأي في السويد تقدّم "حزب ديمقراطيي السويد" اليميني المتطرّف على بقية الأحزاب السياسية، في يمين ويسار الوسط، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر المقبل، مستغلاً ملفات الهجرة واللجوء، لتحقيق غاية زعيمه جيمي أكيسون، تولّي رئاسة الحكومة.

 

وتمنح نتائج استطلاع رأي، أجرته مؤسسة "يوغوف"، ونشرت مساء أمس الجمعة، "ديمقراطيي السويد" نحو 28.5 % من أصوات الناخبين، في الانتخابات البرلمانية المقررة في 9 سبتمبر المقبل.

 

وتعليقاً على نتائج استطلاع الرأي، قال سكرتير حزب "ديمقراطيي السويد" ريتشارد يومشهوف، إنّ "النتائج تتحدّث عن نفسها، وحلم تأسيس حكومتنا ليس بعيداً".

 

وفي حال ثبتت هذه الأرقام حتى موعد الانتخابات، فإنّ السويد قد تشهد "زلزالاً سياسياً" نتيجة تقدّم هذا الحزب اليميني المتطرف، من 23% إلى 28.5%، متجاوزاً بذلك أكبر وأعرق الأحزاب السويدية في يسار الوسط، "الحزب الاجتماعي الديمقراطي" الذي لا تمنحه الاستطلاعات أكثر من 22%، ومتجاوزاً أيضاً أكبر أحزاب يمين الوسط "حزب الاعتدال"، والذي تعطيه الاستطلاعات حوالى 17%.

 

ومنذ أن استقبلت السويد، مئات آلاف اللاجئين، في عامي 2015 و2016، لجأ "حزب ديمقراطيي السويد"، إلى خطاب يتهم يمين ويسار الوسط، بأنّ حكومتيهما (يمين الوسط حكم حتى انتخابات 2014) "لم يأخذا بقلق الشعب السويدي بشأن أزمة اللاجئين"، وفقاً لما ردد زعيم الحزب المثير للجدل جيمي أكيسون.

 

ويعتبر أكيسون أنّ "فشل سياسات الهجرة والدمج تمنحنا مصداقية، وتقول إنّ كل ما طرحناه كان صحيحاً، وهذا أمر رائع على أبواب الانتخابات، فمن الواضح أنّ الناخبين يؤيدون ما نطرح، وبعض الاستطلاعات تضعنا كأكبر الأحزاب البرلمانية، ما يعني أنّه علينا البدء بالتفكير في تشكيل حكومتنا".

 

ويرى مراقبون أن الانتخابات في السويد، وبعد تقدّم اليمين المتشدّد في الدول الأوروبية، مثل: إيطاليا والنمسا وألمانيا، ستعطي دفعة لهذا المعسكر الذي يعتقد بأنّه حتى لو لم ينجح في تشكيل حكومات حتى الآن، لا يمكن إلا أن يلعب دوراً سياسياً مؤثراً، كل في بلاده.

 

ويعتبر المراقبون، أنّ تقدّم اليمين المتطرف، في استطلاعات الرأي بالسويد، لا يمكن فصله عن تقدّم هذا المعسكر في سياق تطورات أوروبية وأميركية، بدءاً من انتخاب دونالد ترامب رئيساً في الولايات المتحدة، وانتقالاً إلى تقدم الأحزاب الشعبوية في عدد من الدول الأوروبية.