أنت هنا

غزوة بدر الكبرى
19 رمضان 1439
منذر الأسعد

وتُسمى أيضاً يوم الفرقان: موقعة مفصلية في تاريخ الصراع بين الحق والباطل، وقعت في اليوم السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة (13 آذار/مارس 624م) في منطقة بدر التي تبعد عن المدينة المنورة 130 كلم على الطريق بينها وبين مكة المكرمة.
 

وكان المسلمون قد حاولوا اعتراضَ قافلة لقريشٍ متوجهةٍ من الشام إلى مكة وفيها أموالٌ للمهاجرين المسلمين من أهل مكة، استولت عليها قريش ظلمًا وعدوانًا.
 

كان أبو سفيان بن حرب يقود القافلة، وقد تمكن من الفرار بها، وأرسل رسولاً إلى قريش يطلب عونهم ونجدتهم، فاستجابت قريشٌ وخرجت لقتال المسلمين.
 

وعندما تأكد أبو سفيان من سلامة القافلة أرسل إلى زعماء قريش وهو بالجحفة يخبرهم بنجاته والقافلة، ويطلب منهم العودة إلى مكة، إلا أن أبا جهل قام فقال: «والله لا نرجع حتى نرد بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً»!
 

وقد نزل الرسول والمسلمون عند أدنى ماء من مياه بدر، فقال له الحباب بن المنذر: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل؟ أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟»، قال: «بل هو الرأي والحرب والمكيدة»، قال: «يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض يا رسول الله بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فننزله ونغور ما وراءه من الآبار، ثم نبني عليه حوضًا فنملؤه ماءً ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون»، فأخذ الرسول محمد برأيه ونهض بالجيش حتى أقرب ماء من العدو فنزل عليه، ثم صنعوا الحياض وغوروا ما عداها من الآبار.
 

كان عددُ المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، معهم فَرَسان وسبعون جملاً، وكان تعدادُ جيش قريش ألفَ رجلٍ معهم مئتا فَرَس.
 

وانتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش ومقتل قائدهم أبي جهل (عمرو بن هشام) الذي لقَّبه النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: فرعون هذه الأمة، وقد هلك في هذه الغزوة سبعون من كفار مكة، وأُسر منهم سبعون آخرون، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً: ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.