ألغاز اللعبة "الإسرائيلية" في سوريا؟
14 رمضان 1439
منذر الأسعد

يعلم نتنياهو أكثر من الجميع،أن لدى ملالي قم صواريخ تصل من داخل إيران إلى فلسطين المحتلة،فما سر المماحكة حول إبعاد الحرس الثوري مسافة 25-50 كلم عن حدود الاحتلال؟ ولماذا –إذاً- تسكت تل أبيب عن حضور حزب الله على بعد 100 متر عن حدود الجولان المحتل في الجزء الشمالي من الجبهة السورية؟

 

الصقر "المهذب"!

لكي نفكك هذا اللغز، يجب استقراء الأهداف الأمريكية الإستراتيجية نحو إيران وسوريا.

وأحدث موقف رسمي صريح في هذا الشأن أطلقه صقر الصقور في إدارة ترمب: مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون الذي أكد أن إدارة الرئيس (دونالد ترمب) لا تسعى إلى تغيير النظام الحاكم في إيران،وذلك عقب صدور تقارير صحفية تتحدث عن خطة يدرسها البيت الأبيض تهدف “لمساعدة الشعب الإيراني في التخلص من نظامه”.

 

وقال بولتون في مقابلة مع تلفزيون ABC الأمريكي:إن “هذه ليست سياسة الإدارة.. سياستنا هي ضمان عدم اقتراب إيران من امتلاك أسلحة نووية قادرة على الوصول إلى أهدافها”.

 

وتسلم بولتون منصب مستشار الأمن القومي خلفاً للجنرال (إتش آر ماكماستر) في آذار/مارس الماضي، وهو من أشد المعارضين للنظام الإيراني في الإدارة الأمريكية الحالية.

 

وحول رأي بولتن بتغيير النظام في طهران أجاب المستشار خلال المقابلة: “وضعي أنني مستشار الأمن القومي للرئيس ولست صانع القرار، فترمب هو من يتخذ القرارات، والمشورة التي أقدمها تكون بيننا”.

 

وكان بولتون يدعو قبل أن يشغل منصبه الحالي إلى تغيير النظام في إيران، وشن ضربات جوية على المنشآت الإيرانية النووية، كما طلب زيادة الضغط الاقتصادي على #طهران ودعم المعارضة الإيرانية!!

 

ولا تحتاج السياسة الأمريكية ولا الصهيونية إزاء نظام بشار الأسد إلى أي نوع من التحري، فواشنطن وتل أبيب حريصتان عملياً على بقائه منذ انطلاق الثورة السورية سنة 2011 م؛ وأصبح هذا الموقف المشترك شبه صريح في السنة الأخيرة. فما يشغل الطرفين هو القضاء على داعش وتحجيم الحضور العسكري الإيراني في سوريا، خارج الحدود التي يرسمها نتنياهو ويتبناها ترمب من بعده!

 

ويكفي في هذا الشأن، الاطلاع على تقرير طازج كتبه منذ أيام مايكل آيزنشتات-مدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن- يعبِّر فيه عن قلق أمريكي من ضعف سيطرة بشار على المناطق التي استعادها له الروس والإيرانيون والمليشيات الشيعية المستوردة!

 

الكذب الأمريكي/ الإيراني المشترك

من المفيد لفهم خفايا المشهد، طرح سؤال مسكوت عنه من شِقَّيْن، هو: لماذا تصر أمريكاترمب، على الادعاء أن الاتفاق النووي هو من أطلق يد طهران في الجسد العربي؟ ولماذا تصمت عنه إيران التي لا تترك كلمة لأمريكا من دون أن تفندها حتى لو قالت واشنطن: إن اليوم يتكون من 24 ساعة لقالت طهران: بل من 23 ساعة و60 دقيقة!

 

قد تصلح خصومة ترمب مع سلفه أوباما لتقديم تفسير جاهز، لكنه غير موضوعي.. فصانع القرار الأمريكي يدرك أن بلاده أطلقت الوحش الصفوي في المنطقة منذ سنة 2003. وأن من قام بذلك هم حلفاء ترمب اليوم من غلاة المحافظين الجدد، الذين يتباهون بشتم طهران، ويرفعون عقيرتهم بوجوب ضربها عسكرياً – ومن المفارقات أن بولتون الأرنب اليوم كان صقر الصقور في إدارة بوش الابن؟؟-.

 

فتسليط خامنئي على العراق كلياً، وعلى أفغانستان جزئياً، ليس وليد الاتفاق النووي البائس.

 

الخلاصة:

لا يعترض ترمب ولا نتنياهو على الهيمنة الإيرانية على سوريا –سوريا المفيدة على الأقل وهي جار الجولان المحتل!- بكل السبل المتاحة، باستثناء تأديب ساستها كلما وضعوا أسلحة لا يسمح السيد الصهيوني لحلفائه الفعليين بوضعها، في نقاط غير التي يحددها!

 

وكل ما سوى ذلك، مهرجان من اللغط المتعمد، لإعادة تلميع محور المقاولة والمماتعة بعد اهترائه؛ فأهم هدف مشترك لهؤلاء الحلفاء، أن يحتفظ خامنئي بشعارات تحرير القدس والعمل لإزالة الكيان الصهيوني في سبع دقائق ونصف دقيقة!!