إيران تكمل ابتلاع لبنان.. إخضاع الجميع لحزب الولي الفقيه!
19 شعبان 1439
منذر الأسعد

الانتخابات النيابية التي ستجري بعد ثلاثة أيام في لبنان، ليست سوى الحفل الختامي لابتلاع طهران ما تبقى من لبنان كدولة!

 

الإجهاز على بقايا البلد
ما يهم حزب السلاح الإيراني في لبنان من هذه الانتخابات، استكمال حلقات سيطرته الكاملة على مفاصل الدولة اللبنانية، بطريقة " قانونية"، ولذلك تمر الانتخابات بتغافل دولي واضح، ولا مبالاة صهيونية مطلقة.

 

الأمر الذي يؤكد البعد الوظيفي للمشروع الإيراني في خدمة الأعداء الذين تشتمهم أبواقه ليل نهار.

 

ويتوقع خبراء لبنانيون وعرب أن تسفر الانتخابات الحالية عن حصول الحزب الإيراني على أكثرية مقاعد البرلمان ، بالرغم من التركيبة الطائفية القائمة على المحاصصة، والتي لا تتيح لأي فريق بلوغ هدف كهذا!

 

طبعاً، لم يصل دجال الضاحية الجنوبية إلى هذا الهدف شبه المستحيل أصلاً، بقوة سلاحه وحده ..

 

صحيح أن السلاح كان هو الفيصل في القضاء على الخصوم واستلاب مؤسسات الدولة بعد التمهيد بإخضاعها الفعلي لإملاءات نصر الله.

 

إلا أن الحزب استفاد كثيراً من أخطاء خصومه الداخليين كثيراً.. وقد نجح في تمزيق صفهم فأصبحوا مجرد أوراق متناثرة يوظفها بحسب هواه ومصالح محركيه في طهران.

 

ففريق 14 آذار أصبح أشتاتاً متناحرة ، ولذلك امتلك نعيم قاسم – نائب نصر الله- ما يكفي من الوقاحة لكي يعلن مسبقاً أنهم هم من سيقررون الشخص الذي سيشغل منصب رئيس الوزراء بعد الانتخابات!

 

هذا المناخ المسموم أتاح للحزب استقطاب قوى مسيحية بينه وبينها ما صنع الحداد.. ففي كسروان ذات الأغلبية المسيحية انطلق الغزل المباغت على أشده بين حزب السلاح وحزب الكتائب الذي كان أشد المناوئين للهيمنة السورية على لبنان، ومن أعتى أعداء نصر الله الذي يتهم الكتائبيين بالعمالة للعدو الصهيوني!
ولا شك في أن ما تبقى من قوى 14 آذار ارتكبت خطأ قاتلاً عندما استسلمت لإرادة نصر الله ورضيت بمرشحه الأداة ميشيل عون رئيساً للجمهورية.

 

أحلام كسروية معلنة
لا يمكن قراءة المشهد اللبناني من دون وضعه في سياق الخطة الصفوية للمشرق العربي. وخاصة أن الملالي عملوا على ابتلاع لبنان منذ 1980 بالتنسيق مع نظام الأسد وبموافقة صهيونية وأمريكية لا تخطئها العين.

 

ففي مطلع شهر آذار / مارس 2015م قال مهدي طائب، رجل الدين الإيراني ورئيس مقر "عمّار" الاستراتيجي للحروب الناعمة، والذي يعتبر بمثابة غرفة تخطيط للحرس الثوري، إن "على إيران أن تستمر في تقديم الدعم للمقاتلين في سوريا والعراق ولبنان واليمن حتى لو كان ذلك على حساب قوت الشعب الإيراني"، على حد تعبيره.

 

 

ووفقاً لوكالة أنباء "رسا"، أشار طائب إلى أن إيران لديها ثروات طبيعية كثيرة كالغاز والنفط، ويجب على الشعب الإيراني أن يقلل من طعام سفرته من أجل نصرة ودعم المقاتلين في سوريا والعراق ولبنان واليمن".

 

ووصف طائب سوريا بالمحافظة الإيرانية رقم 35 في ظل حكم الأسد، ومنحها أهمية استراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية قائلاً: "سوريا هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا".

 

 

وبعد شهر واحد –تحديداً:في بداية شهر نيسان / إبريل من العام نفسه - قال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، إن "إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية كمال قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".

 

 

ونقلت وكالة أنباء "فارس" عن مصلحي تناغم تصريحاته مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بقوله إن "تصريحات نتنياهو تبين مدى تنامي قوة إيران في المنطقة".

 

 

وبحسب مصلحي، فإن "الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة"، مؤكداً أن "جماعة الحوثيين في اليمن هي إحدى نتاجات الثورة الإيرانية".

 

 

وليست هذه المرة الأولى التي تصدر فيها تصريحات عن قادة في إيران سياسيين وعسكريين، حول توسعهم ونفوذهم في المنطقة العربية بواسطة الجماعات والميليشيات الطائفية التابعة لطهران في بعض الدول.

 

وكان الجنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، قال إن "المسؤولين في إيران لم يكونوا يتوقعون هذا الانتشار السريع لـ(الثورة الإسلامية) خارج الحدود لتمتد من العراق إلى سوريا ولبنان وفلسطين والبحرين واليمن وأفغانستان"، حسبما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء.

 

وفي هذا السياق كانت تصريحات مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات علي يونسي التي اعتبر فيها العراق "عاصمة لإمبراطورية إيران الجديدة" على حد وصفه، أحدثت ضجة كبيرة وتسببت في نشوب خلافات داخل النظام الإيراني حيث اعتبر نواب بالبرلمان ومسؤولون بأن هذه التصريحات تضر بالأمن القومي الايراني وتضعف نفوذ طهران بالمنطقة، إثر احتجاج بغداد على هذه التصريحات.

 

 

وكان نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء إسماعيل قاياني، قال  في وقت سابق، إن (إيران مستمرة بـ"فتح" بلدان المنطقة وإن "الجمهورية الإسلامية" بدأت بسيطرتها على كل من أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين وإنها تتقدم اليوم في نفوذها في بقية بلدان المنطقة).