أنت هنا

7 جمادى الثانية 1439
المسلم _ متابعات

تناولت بعض الصحف الغربية أخبار الغوطة الشرقية في عناوينها الرئيسية بعد التصعيد الذي قامت به قوات (الأسد) والاحتلال الروسي الذي طال السكان المدنيين والبنى التحتية والمنشآت والنقاط الطبية في هجمة تعد الأعنف من نوعها منذ سنوات.

 

صحيفة "الغارديان" البريطانية عنونت "إنها ليست حرب. إنها المذبحة"، مشيرة إلى مقتل 200 مدني، نتيجة للغارات الجوية التي يشنها نظام (الأسد)، محذرة من وقوع كارثة إنسانية يمكنها أن تكون الأفظع خلال 7 سنوات الماضية من الحرب. كما حذرت الصحيفة، من الخطر الذي يحيط بالمدنيين المحاصرين، نتيجة للتوغل العسكري الذي يوشك النظام على القيام به في منطقة تضم 400 ألف مدني.

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن "جرائم حرب صارخة" ترتكب في الغوطة الشرقية على "نطاق ملحمي".

 

أحد الأطباء العاملين بالغوطة والذي حاورتهم "الغارديان" اعتبر ما يجري "مذبحة القرن الحادي والعشرين" مضيفاً "إذا كانت مجزرة التسعينيات هي سريبرينيتسا والمذابح التي حصلت في الثمانينيات هي حلبجة وصبرا وشاتيلا فان الغوطة الشرقية، الآن، هي مذبحة القرن".

 

صحيفة "النيويورك تايمز" نقلت التهديدات الذي وجهها (سهيل الحسن) للمقيمين في الغوطة الشرقية حيث ظهر في فيديو وسط مجموعة من الميليشيات المتوجهة لاقتحام الغوطة قائلاً : "لن تجدوا لكم مغيثاً. وإن استغثتم ستغاثون بالزيت المغلي. ستغاثون بالدم".

ونقلت الصحيفة، عن القصف الذي أودى بحياة عائلة كاملة من 5 أشخاص، سحبوا جميعهم من تحت الإنقاض. وكذلك مشاهد من العائلات التي اجتمعت في أحد الأقبية التي لجئوا إليها، والتي تم استهدافها بعد لحظات قليلة من وصول طاقم سيارة الإسعاف لانتشال الجرحى.

 

وتصف الصحيفة الحملة الحالية، بأنها محاولة من النظام وحلفائه لإخضاع المنطقة التي يسيطر عليها الثوار والتي ظلت محاصرة منذ سنوات .

 

وتساءلت "التايمز" عن القصف الذي يطال المنطقة التي من المفترض أن تكون ضمن احدى "مناطق خفض التصعيد" والتي اتفق عليها كلا من الروس والإيرانيين الداعمين الرئيسين للنظام. واعتبرت أن القصف الذي تتعرض لها المنطقة، هو الأشد منذ الهجوم الذي شنه النظام على حلب في أواخر 2016.

 

صحيفة "الواشنطن بوست" وصفت يوم الثلاثاء بـ "اليوم الأكثر دموية" بعد أن تجمعت العائلات في الطوابق السفلية وغرف النوم، وتمسكوا ببعضهم البعض حتى لا يموتوا بمفردهم.

 

الصحيفة ركزت على نشر الصور، التي نقلتها من قلب الأحداث في الغوطة الشرقية، كأقوى رسالة توجه لقرائها عن حقيقة ما يجري هناك.

ونقلت الصحيفة، التحديات الذي يواجها المدنيون المحاصرون للبقاء على قيد الحياة. فبالإضافة إلى القصف المستمر، إلا أنهم يعانون من نقص الغذاء والمياه النظيفة. ووفقا لمنظمة ريتش "غير ربحية" والتي تراقب الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، فقد ارتفع سعر ربطة الخبز إلى 1500 ليرة سورية. على بعد أميال قليلة فقط، من العاصمة التي يسيطر عليها النظام حيث لا تتعدى تكلفة الربطة عتبة 100 ليرة.

 

تختم "الواشنطن بوست" موضوعها عن الغوطة الشرقية، ناقلة كلام أحد المتطوعين في جمعية غير ربحية قائلاً : إنه لم يجرؤ على نقل أطفاله إلى القبو "قد نموت هنا ولكن على الأقل لن يكون الظلام".