فضح أكذوبة الغرب بخصوص "الكبت"
11 جمادى الأول 1439
د. زياد الشامي

زعموا أن المسلمين عموما يعانون مما أطلقوا عليه اسم "الكبت الجنسي" وادعوا أن ذلك يعود إلى تعاليم الدين الخاتم الذي يأمر الرجل بغض البصر ويحرم عليه النظر إلى مفاتن النساء الأجنبيات وزينتهن ولا يبيح له إشباع شهوته إلا من خلال الزواج الشرعي الذي شنوا عليه حملة مركزة من التشويش والتشويه المتعمد المكشوف الأغراض والأهداف .

 

 

من جهة أخرى حاول الغرب الترويج لأكذوبة مفادها الربط والتلازم بين ما يسمى "الكبت" وبين الهوس والسعار الجنسي , معتبرين أن ضبط الغرائز "كبتها" يؤدي حتما إلى ما سموه "الانفجار" أو السعار الجنسي , في الوقت الذي زعموا فيه زورا وكذبا أن إطلاق الشهوات وإشباع الرغبة الجنسية دون التقيد بأي ضابط ديني أو أخلاقي أو اجتماعي يؤدي إلى نوع من الاستقرار الجنسي ويقلل من تفكير وانشغال الرجل تحديدا بالجنس .

 

 

الوقائع والحقائق كشفت كذب هذا الزعم الباطل وأظهرت زيف تلك الدعاوى وفضحت الافتراءات وأظهرت عكس ما يزعمون ويدعون , فمسلسل فضائح التحرش الجنسي في دول القارة العجوز والقارة الأمريكية ما زال مستمرا وبوتيرة متسارعة ويطال أعلى المستويات الرسمية منها والدينية فضلا عن الشعبية .

 

 

آخر ما تداولته وسائل الإعلام بهذه الخصوص تقرير إعلامي ألماني صدر اليوم السبت مفاده أن سلطات البلاد سجلت 234 جريمة اعتداء جنسي في الجيش خلال العام الماضي 2017 بزيادة بلغت 80% مقارنة بـ2016م .

 

 

وأوضح التقرير الصادر عن مجموعة "فونكه" الإعلامية الخاصة أن الجيش الألماني شهد 234 جريمة اعتداء جنسي مسجّلة العام الماضي بينها 14 حالة اغتصاب أو محاولة اغتصاب .

 

 

ولم يشر التقرير إلى تفاصيل أخرى عن جرائم الاعتداء الجنسي داخل الجيش لافتًا إلى أن التحقيقات في أعداد منها ما تزال جارية.

 

 

ونقلت "فونكه" عن متحدث عسكري "أن حساسية الأفراد تجاه هذا النوع من الجرائم ارتفعت، وازداد استعدادهم للإبلاغ لدى التعرض لأي مضايقات جنسية".

 

 

يذكر أن عام 2016 شهد تسجيل 128 جريمة اعتداء جنسي بينها 5 حالات اغتصاب أو محاولة اغتصاب بحسب التقرير .

 

 

وفي كندا أعلن وزير الرياضة والمعاقين "كينت هير" استقالته من منصبه على خلفية التحقيق معه بسبب اتهامه بالتحرش الجنسي.

 

 

الوزير أبلغ في بيان له أنه استقال من منصبه لضمان سلامة سير التحقيقات التي تجري معه على خلفية التهمة الموجهة إليه.

 

 

بدوره أعلن رئيس الوزراء الكندي "جوستين ترودو" الموجود حاليا بمنتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا أنه قبل استقالة الوزير المذكور.

 

 

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء فإن ترودو شدد على أن "التحرش أمر غير مقبول ومن حق الكنديين أن يعيشوا ويعملوا في أجواء بعيدة عن ذلك" مضيفا : "نحن كحكومة نأخذ أية اتهامات بخصوص وجود حالات تحرش، على محمل الجد" .

 

 

اتهامات بالتحرش الجنسي دفعت عددا من نواب الكونجرس الأمريكي مؤخرا للاستقالة , ناهيك عن استطلاع للرأي أجرته مؤسسات أمريكية أظهرت اعتقاد 50% من الأمريكيين أن الاتهامات الموجهة لرئيسهم "ترامب" بالتحرش الجنسي ذات مصداقية .

 

 

وإذا أضفنا إلى ما سبق ما نشرته صحيفة التايمز البريطانية من أن أكثر من 24 ألف محاولة جرت لزيارة مواقع جنسية من أجهزة الكمبيوتر الموجودة بمقر البرلمان البريطاني في الأشهر التي أعقبت الانتخابات العامة التي انعقدت في يونيو 2017م ......

 

 

فإن السؤال المشروع مع هذه الوقائع والإحصائيات والأرقام هو : أين الاستقرار الجنسي الذي يدعيه الغرب في مجتمعاته بسبب إطلاقه للشهوات ؟!! وأين هي دعاوى عدم انشغال الرجال بالشهوة الجنسية في الغرب بعد توفير أقصى درجات الإشباع الجنسي المجاني والمفتوح ؟!!

 

 

ليست الوقائع السابقة وحدها التي تفضح أكذوبة ربط الغرب الهوس والانفجار الجنسي بالضوابط والتوجيهات الإسلامية على وجه الخصوص , بل هناك دراسات الطب النفسي السلوكي التي أثبتت أن ضبط الغرائز والشهوات يؤدي إلى تهذيبها بينما يؤدي إطلاقها وإفلاتها إلى انفجارها وتحولها إلى إدمان وهوس وسعار , وهو ما ينطق به حال المجتمعات الغربية وتطالعنا وسائل الإعلام باستمرار .