العداء للأذان والصلاة؟!
23 ربيع الثاني 1439
منذر الأسعد

أجراس الكنائس مقبولة –بل مطلوبة!- أما الأذان للصلاة فمرفوض.. ودعوة المسلمين إلى صلاة الفجر سلوك غير حضاري!!
 

هذا العداء المستفز ليس في بلد غربي يزعم أنه علماني لكنه يمارس انتقائيته المتعارضة مع العلمانية نفسها، وإنما في بلاد يدين أكثر من 90% من أهلها بالإسلام.
 

الحرة ضد الصلاة
وفقاً للادعاءات العلمانية السائدة: العلمانية لا تعادي الدين ولا تتدخل في الشأن التعبدي باعتباره علاقة بين الإنسان وربه!!
إلا أن الواقع ينفي تطبيق هذا الشعار، فالتضييق على المسلمين في عباداتهم ظاهرة شبه عالمية، فالصيام في الصين ممنوع بالقوة، وأما الصلاة فشأنها أشد، وكذلك حيازة مصحف ولو على هاتفك الذكي!!

 

وهذا التضييق الغليظ من سمات النظم العسكريتارية العربية مثل البعث الأسدي –الذي يرعى في المقابل لطميات شيعية للمليشيات الطائفية الوافدة – وكان الوضع نفسه في عهد ابن علي في تونس...
 

الجديد في الأمر، غضب قناة الحرة الأمريكية من حملة لحض المسلمين على صلاة الفجر في أرض إسلامية - وليس للقناة من اسمها نصيب باستثناء حريات التفلت والطعن في الإسلام-.
 

فقد بثت “الحرة” تقريراً ينتقد الحملة التي دعا لها ونفذها عدد من الشباب في قطاع غزة تحت عنوان “صلاة الفجر الكبرى” من أجل إيقاظ المواطنين لصلاة الفجر.
 

وهي حملة أهلية شبابية تطوعية حيث يقوم عدد من الشباب عند اقتراب أذان الفجر بحضِّ المسلمين على الاستيقاظ لأداء الصلاة جماعة في المساجد، ولقيت الحملةتجاوباً رائعاً عبَّر عن نفسه عملياً بالزيادة الملموسة في أعداد المصلين مع استخدام وسائل تنبيه متعددة، بالرغم من عدم تبني وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لهذه الحملة.
 

الحملة ساءت قناة “الحرة” فعرضت عدة تقارير مناوئة لتشويه الحملة والقائمين عليها، وذلك بمحاورة حفنة من المعارضين للحملة حصراً.
 

وتنافست المساجد على صفحاتها الخاصة في موقع فيسبوك بنشر صور لصلوات الفجر يتبين من خلالها حدوث زيادة تدريجية ملحوظة في أعداد المصلين، بعد انطلاق الحملة الشبابية.
 

كما شن النشطاء هجوما حادا على قناة “الحرة” والصحفية التي أعدت التقرير فوصفوها بأنها تريد الشهرة بالتحريض على حملات صلاة الفجر.
 

وسجَّل أحد الإعلاميين مآخذه المهنية على تقرير الحرة الفج بما يأتي:
1-اقتصر عنوان التقرير على وجهة نظر الاستياء والتغاضي عن وجهة النظر الأخرى، فأين المهنية؟

 

2 - في أبجديات الصحافة حينما تتطرق لموضوع خلافي يعنون بـ"جدل حول موضوع كذا" لكي لا تُظلَم وجهة النظر الأخرى، فأين المهنية؟
 

3- في هذا الموضوع بالذات لا يوجد جدل فالجدل يكون بانقسام الشارع حول موضوع معين يتقارب فيه عدد المؤيدين والـمُعَارِضين، فأين المهنية؟
 

4- ما دخل حملة لصلاة الفجر بعدم تمكين الحكومة في غزة؟ فأين المهنية؟
 

5 - التقرير عنون بالاستياء من الحملة وليس من أسلوب الحملة، فأين المهنية؟
 

التشنيع على الأذان
إذا كانت الحرة معروفة الغرض بحكم تبعيتها الرسمية وخطتها التحريرية غير الخافية، فإن ما يُحزن أن تنطلق الإساءة إلى شعيرة الأذان في دولة مسلمة عبر قناة فضائية تبث من أراضيها!

 

فقد وصفت ممثلة عربية النداء الشرعي إلى الصلاة بـ”الجعير” زاعمةً أن طريقة أداء المؤذنين في المساجد ترعب الأطفال، وتفزع السياح!
 

وبينما شن الناس حملة على منصات التواصل تعبيراً عن غضبهم من تطاول الممثلة على الدين، فوجئ الجميع بأن وزارة الأوقاف –المسؤولة عن "الجعير"!!- تبرر سفه الممثلة، وتعتبره "حرصاً وغيرةً على الإسلام"!
وأمام هذا الموقف النشاز، اضطر أحد المحامين إلى مقاضاة الممثلة الحاقدة بتهمة ازدراء الأديان.