8 ذو الحجه 1439

السؤال

قوله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، هل هو خاص بأهل عرفة من الحجاج، أو هو عام لجميع المسلمين في جميع الأقطار. جزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فإن أخصَّ خصائص يوم عرفة هو الوقوف بعرفة الذي هو الركن الأعظم من أركان الحج، وهو الذي استفاضت الأحاديث في فضله وفضل أهل الموقف، كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟»، وهذا صريح الدلالة بأن الوعد بالعتق من النار وإجابة الدعاء المناسب لذكر الدنو، الذي هو من نوع النزول الإلهي ثلثَ الليل الآخر من كل ليلة، لكن النزول الإلهي كل ليلة عامٌّ لكل المسلمين من كان منهم داعيا في ذلك الوقت، وأما دنو الرب تعالى عشية عرفة فهو مختص بأهل الموقف؛ فما اقتضاه الحديث من العتق من النار وإجابة الدعاء، هو مختص بمن قبل الله عمله من أهل الموقف، ولهذا لا يذكر أهل العلم حديث «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، إلا عند ذكر الوقوف بعرفة، ولا يذكره أحد في فضائل الأيام مطلقا، وعليه فهذا الحديث المسؤول عنه ـ والله أعلم ـ مختصٌّ بأهل الموقف من الحجاج، تقبَّل الله منهم، ورزقنا سبحانه من فضله، ولكن الله عز وجل تفضل على أهل سائر الأقطار بفضيلة في هذا اليوم، وهي صيامه، فهو لهم دون أهل عرفة، فقد سئل صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة، فقال: «يكفر السنة الماضية والباقية» رواه مسلم.

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك، في السابع من ذي الحجة لعام 1439هـ.