26 جمادى الثانية 1439

السؤال

ضربَ الله -عزَّ وجلَّ- مثلَيْن؛ أحدهما: مائيٌّ، والآخر: ناريٌّ، لِمَن يُحبِطُ صدقتَهُ بالرّياء، وَضّحِ المثلَيْنِ مُبيّنًا المشبَّه والمشبَّه به، وما الفائدة الإعجازيَّة في ضرب المثل بالماء والنَّار ؟

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

 الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد:
المشبَّه في الآية الأولى: هو الذي يُنفقُ مالَه رياءً، والمشبَّه به هو: الماءُ النَّازلُ على صفوان، والمشبَّه في الآية الثَّانية: هو المتصدِّقُ الذي يُبطلُ صدقتَهُ بالمَنِّ بعدما استحقَّ الثَّواب، والمشبَّه به: صاحبُ الجنَّة التي أصابها إعصارٌ وهو أحوجُ ما يكون إليها؛ لضعفه بالكبر وضعف ذريَّته.
والفائدةُ الاعجازيَّة: أنَّه ضربَ المثل بضدَّيْن -وهما الماء والنار- لشيءٍ واحدٍ، وهو بطلانُ صدقة المرائي، والمثلُ المائيّ في قوله: ((فَأَصَابَهُۥ وَابِلٌ فَتَرَكَهُۥ صَلْدًا)) [البقرة:264] والثَّاني: ((فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٞ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ)) [البقرة:266].

والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

قال ذلك:
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
حرر في يوم السبت الموافق ١٥ جمادى الآخرة ١٤٣٩ هـ